حتى لا نقع في فخ الحرب الأهلية ... مقترحات للسلم الأهلي

سبت, 29/12/2018 - 14:27
المعلوم أوبك

ينبئنا تاريخ الشعوب والأمم ذات المكونات المتنوعة أنه إذا لم نحتكم لنداء السلم الأهلي  وننحاز لمبادئ الكرامة الإنسانية فإننا مهددين بالسقوط في الحرب الأهلية  التي اكتوت شعوب قبلنا بنيرانها وتأكد لها أن  التنازع  والشقاق خيار خاطئ ، وعلى ما  يبدوا لا نريد أن نتعلم ــ  من  أخطاء  الآخرين  وندفع  باتجاه  نتاج  ذات الحماقات  التي  وقعت في فخها  شعوب  أخرى ـــ أن الحرب  الأهلية حرب  بلا معنى  واحتكام  لمنطق  الغباء ولفلسفة المعارك الصفرية ولاستخدام العنف  ونتائجها  كارثية ووخيمة على البلد ولن تؤدي إلا خسارة الجميع و بحر من الدماء والأشلاء والدموع ،مما يتطلب منا العمل على تكريس سلم واستقرار المجتمع الموريتاني المتنوع عرقيا وإبعاده عن خطر الانقسام والتصادم والتناحر  ، وانطلاقا من  يقيننا الكبير أن حل  مشكل  موريتانيا الاجتماعي   ينطلق  منا   جميعا  يدا واحدة  وفريقا  واحدا  دون إقصاء أو تمييز  ، تأتي هذه المساهمة كصيحة تحذيرية  لنوقف  هروب المجتمع  إلى مستنقع الصدام الاجتماعي البغيض ، بمحاصرة قنوات الفيروسات المهددة لوئامنا الإجتماعي ، وذلك  من خلال  :

1ــ تشكيل فرقة إطفاء تتكون من العقلاء ووجهاء المجتمع وكل الفاعلين في شتى الميادين ومن له تأثير على العقل المجتمعي العام تحاصر هروبنا نحو الخيار الخاطئ ، فلا مناص لنا من العيش معا والنهوض بالوطن جميعا يدا واحدة وفريقا واحدا ،

2ــ  دعوة  الجميع وفي المقدمة القوى الفاعلة في المجتمع بغض عن تموقعها العمل لترسيخ قيم السلم  وتجاوز الخطابات المهددة  لبناء مجتمع متماسك قادر على التغلب على انقسامات ماضينا وإجحافاته .

3ــ  العمل  على التوافق  على  معالجة التوترات المجتمعية بشكل مشترك وفق قيم المساواة والإنصاف والكرامة بعيدا عن خيار القهر

4ــ الدخول  في حوار اجتماعي  مفتوح  دون الاستثناء لأحد  لضمان توطين السلم والاستقرار الأهلي  وتوافق مجتمعي  يحفظ  مصالح  الجميع بدون استثناء  .

5ــ ضرورة تطبيق مشاريع تنموية تدعم المواطنة والتعايش وسبل تنميتهما.

6ــ  رفض أي لغة أو خطاب  يسعى  لنشر التحريض والكراهية في مفاصل المجتمع وعقله فعندما ينجح التحريض يتهدد السلم الأهلي فتتصاعد نيران الحرب الأهلية  

7ــ  ضرورة وجود برنامج عملي قادر على مواجهة أزمات إعاقة قيام الدولة والمحافظة على النسيج الاجتماعي .

8ــ ضرورة  مساعدة أنفسنا  وتجاوز آلام  الماضي  والانحياز  للمستقبل بمشاركة كل المكونات دون الالتفاف لعذابات ومعارك الماضي فأجيال  الغد  من حقها  العيش  في سقف يتمتع الكل في  كنفه  بالمساواة وينعم فيه  بالسلم الأهلي  

9ــ محاربة منابع الأفكار الانقسامية في شتى مناحي الحياة ، فالمجال الذي تعمل فيه قوى الكراهية والغضب والعنف دون رقيب أو حسيب أو رادع  مهدد للسلم  الأهلي .

10ــ  تحرير المجتمع من قبضة المتعصبين والمهيمنين الراغبين في الاستحواذ على خيراته وطاقته.

11ــ مقاومة التحريض  والشحن السياسي  بين  مختلف مكوناتنا  ، لإيقاف  النزيف  المتصاعد  في  الشعب  والذي  يهدد  تأمين حلم  الأجيال  خاصة في ظل  وضع  غير  متكافئ  بين  مكوناتنا.

12ــ الدفع  نحو  إقامة  نظام  قائم على التسامح  ويجسد  العيش  المشترك  ،  حتى نبعد البلد عن أتون عنف مجتمعي أهلي حاد.

 13ــ التفكير  في  الدفع  نحو  التعقل  والاستماع  لصوت الحكمة وتقديم  مصلحة  موريتانيا فوق  كل  الاعتبارات  والأهداف  الحزبية  والمكاسب  السياسية العاجلة والضيقة .

ختاما نؤكد أن فلسفة  السلم الأهلي هي رؤية قائمة على بناء جسور بين كل مكوناتنا الوطنية بالنضال المشترك حتى نقلع نحو فضاء المساواة والحرية والعدالة ونتجاوز عواصف التحديات التي لا تريد لحلم بناء المجتمع الموريتاني  المتحد أن يكون ، فلنتشارك  معا في  السلم  الأهلي  لضمان  الحفاظ على تماسك مجتمعنا وللتصدي  معا لخطاب الكراهية الذي تسعى  جهات بثه في صفوف مجتمعنا المتداخل اجتماعيا.