صحيفة أجنبية تتحدث عن المليونير بوعماتو الذي دعم ولد بوبكر مرشح الإسلاميين أسبوع قبل الانتخابات

سبت, 01/06/2019 - 02:25

أعلن رجل الأعمال الموريتاني المعارض محمد ولد بوعماتو أمس عن انضمامه لصفوف مؤيدي المرشح سيدي محمد ولد بوبكر، بوصفه «رجل الحوار والتوافق، الذي يتمتع بخبرة إدارية واسعة ومعرفة عميقة للبلاد».
وقال «إن الانتخابات الرئاسية المقبلة تشكل فرصة تاريخية للشعب الموريتاني لوضع حد لهذا النظام الاستبدادي الذي يقود موريتانيا بعناد إلى الخراب»، مضيفا «أن ذلك يعتبر تحدِّيا كبيرا على جميع القوى الحية فى الأمة أن ترفعه متسلحة بالوحدة والتضحية، ومن واجب الشباب الموريتاني فرضُ التغيير الديمقراطي واحترام إرادة الشعب، كما حدث في دول أخرى شقيقة».
وأضاف «لقد كنت أعتزم الترشح لهذه الانتخابات وأعددت لها العدة انسجاما مع التزامي بمحاربة الديكتاتورية بلا هوادة، وبالسعي إلى انبثاق موريتانيا حرة ومزدهرة يتمتع فيها جميع المواطنين بحقوقهم الأساسية، وتُضمن فيها العدالة وتكافؤ الفرص للجميع»، مبرزا «أن التنافس في هذه الانتخابات كان بالنسبة له محاولة لإصلاح ما أحدثه هذا النظام من ضرر، ومن الواضح أن هذا الأخير قد استخدم كل الوسائل لمنعه من الترشح، لذلك، وفي هذه الظروف، أدعو إلى التصويت لصالح السيد سيدي محمد ولد بوبكر، فترشُّحه اليوم كفيل بأن يجمع حوله كل مواطنينا المتطلعين إلى التغيير الديمقراطي الحقيقي وإلى الإطاحة بهذا النظام».
وقال «خلال الفترة الانتقالية 2005-2007، وفي 18 شهرا، نجحت حكومة ولد ببكر، في تحسين الوضع الاقتصادي والمالي وتزويد البلاد بمؤسسات ديمقراطية جديدة، كما استطاعت حكومته، فى أقل من سنتين، زيادة رواتب الموظفين بنسبة 100 ٪ وخفض ديون البلاد إلى النصف، واستعادة ثقة الشركاء الخارجيين لموريتانيا، وفى ظل حكومته سجلت موريتانيا سنة 2006 أعلى نسبة نمو اقتصادي في إفريقيا، ونظمت، فى مناخ من الإجماع الملحوظ بين جميع الموريتانيين، الانتخابات الحرة والشفافة الوحيدة في موريتانيا على الإطلاق، وقد رحب المجتمع الدولي بأسره بنجاح تلك الانتخابات التي تُوجت بالتناوب الديمقراطي ووصول أول رئيس مدني إلى السلطة».
وانتقد بوعماتو في البيان الذي أعلن فيه موقفه أمس الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد، مؤكدا «أن موريتانيا مرت خلال السنوات العشر الأخيرة، بواحدة من أحلك الفترات في تاريخها»، حيث أنهكها، حسب قوله، عقد من سوء التدبير والتعسف، وهي اليوم تتخبط في أزمة عميقة من خنق الحريات، ونهب الاقتصاد، وتقويض التماسك الاجتماعي، وتدمير القيم الأخلاقية للمجتمع».
وقال «لم يعد الترهيب والتهديدات والاعتقالات التعسفية الزاد اليومي للمعارضين السياسيين فحسب، وإنما عمت بلْواها جميعَ المواطنين، ولم ينجُ المدونان عبد الرحمن ولد ودادي والشيخ ولد جدو، ولا مطربو الراب في فرقة «أولاد لبلاد» من همجية اضطهاد النظام، أما النائب برام ولد الداه ولد عبيد والسناتور محمد ولد غدة فهما نزيلان دائمان في سجونه».
وأضاف «لقد وُضع اقتصاد البلد بأكمله في خدمة الديكتاتور وزبانيته الذين استمرأوا ابتزاز المواطنين بسيف الضرائب وتسخير العدالة، وبسبب هؤلاء انخفضت قيمة صرف عملتنا الوطنية بـــ 142 أوقية، حيث انتقلت قيمتها من 226 أوقية مقابل الدولار الواحد في أغسطس 2008، وصلت قيمة صرف عملتنا الوطنية إلى 368 أوقية للدولار الواحد فى أبريل 2019، أي بانخفاض تجاوز 50 ٪».
وأردف بوعماتو قائلا «لقد أصم النظام أذنيه عن دعوات المعارضة المتكررة لتهيئة الظروف والقواعد اللازمة لمنافسة انتخابية مفتوحة ونزيهة، مؤكدا إرادته في تزوير الاقتراع وإطالة عمر نظام النهب والقمع، وهو بالتحايل الانتخابي، وسوء استخدام ممتلكات الدولة، واستعباد الإدارة، يسعى جاهدا لمنع أي احتمال للتغيير الديمقراطي»، مضيفا «إن الاستخدام المكشوف لوسائل الدولة والتخويف الوقح الذي يمارَس على رجال الأعمال يكشف نية النظام المبيَّتة لتشويه قواعد اللعبة ومصادرة إرادة الشعب».
وقال «بيْدَ أن النجاح الباهر والبطولي للمعارضة فى بلدية عرفات إبان الانتخابات التشريعية والبلدية الأخيرة كشف أن المعارضة، بالوحدة والتضامن، قادرة على هزيمة مرشح النظام، على الرغم من التزوير المكثف الذي مارسه الحزب الحاكم بالتواطؤ مع الإدارة الطيعة».
هذا وأربك هذا الموقف الذي أعلنه المليونير بوعماتو السياسية الموريتانية أسابيع قليلة قبل انتخابات يونيو المقبل، نظرا لأهمية المال في تغيير المواقف السياسية والانتخابية.  القدس العربي