لنواجه التحديات بما تستحق / ذ. محمد يحيى الطيب ولد الخرشي

جمعة, 26/07/2019 - 17:02

إن انتخاب الرئيس الجديد وما ترتب على انتخابه وما استخلص من الحملة والممارسات التي رافقتها أو تلتها أمور 
تضع الدولة والوطن على عتبة مفترق طريقين ال ثالث لهما. 
طريق االستسالم للواقع القبلي والجهوي والفئوي والعرقي وطريق اإلصالح والصمود ومواجهة الفساد. 
إن مستنقع القبلية ـ الجهوية ـ الفئوية ـ العرقية الذي تتمترس داخله وحوله مجموعة لوبيات تتوظف بسببه وتتمول ال 
يمكن الخروج منه إال بالقفز عليه وتعبيد طريق وجسر إلى المستقبل يواجه ويتجاوز ذلك المستنقع وتلك اللوبيات بما يصلح 
ويصح أن تواجه به. 
فالقبلية والجهوية وغيرها من المستنقعات تنتهي فقط عندما يكون التعامل مع مصالح الشعب ومع الخبرة والكفاءة 
فقط ومحاربة الفقر والجهل هي التي تمكن من ردم الهوة االجتماعية بين الناس والقضاء على آثار الحيف وآثار الظلم وآثار 
العبودية، أما استرضاء اللوبيات المنتفعة فإنه لن يزيد الطين إال بلة ومواجهة األمور تكمن في معالجة وفهم أسبابها.
إن من أهم حسنات النظام المودع هو مكافحة الفساد المالي لإلدارة والحذر كل الحذر من أن يحاول البعض استغالل 
تغيير الرئيس ليعود إلى الفساد والتحكم في الموارد والوظائف ونعرف أن كثيرا من هؤالء قد عارضوا النظام السابق لهذا 
السبب وحده وليس بسبب التسلط وعدم الديمقراطية، وإن االعتماد على الكفاءات الوطنية التي ال تمارس القبلية أو الجهوية 
أو الفئوية هو الذي يشجع االندماج والوحدة ويتيح إمكانية التنمية أما التعامل مع الوطن على أساس أنه مجموعة جهات 
وقبائل وفئات فإنه يضعف الدولة وينال من هيبة ومكانة الرئيس والسلطة، إن التوازن بين هيبة السلطة والدولة ومصالح 
الوطن والحريات هو الميزان الذي ينبغي وضعه لقياس وتقرير الشؤون العامة فارتخاء السلطة وتسامحها قد يفسر ضعفا 
والتسلط وانعدام الديمقراطية يؤدي إلى الدكتاتورية فليكن القانون وتطبيقه على الجميع وبين الجميع وبمعايير موحدة مجردة 
هو شعار المرحلة. 
لقد كان الرئيس المؤسس المختار ولد داداه رحمه هللا يجرد أي موظف من مهامه عندما يمارس القبلية والعرقية 
واألحداث والشواهد محفوظة ومعروفة وليكن شعار المرحلة موريتانيا هي األهم ومن ال يمثل الوطن كوطن للجميع عليه 
أن يتوارى بعيدا عن القيادة والشؤون العامة فالوزير والمدير والوالي إما أن يكون للوطن أوال وليس ألهله أو فئته أو يتنحى 
وهذا النهج هو الذي يقوي الدولة ويحمي هيبتها وهيبة رئيسها ويحصن حكومتها حتى تكون قوية في مواجهة التجاذبات 
وفاعلة في إنجاز التنمية.