توعد عضوان يتمتعان بنفوذ في مجلس الشيوخ الأمريكي السعودية الثلاثاء بإجراءات "شديدة القوة" بعد اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي، ودعا أحدهما، السيناتور ليندسي غراهام القريب من دونالد ترامب، إلى إقصاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن السلطة.
وقال غراهام في إطار أحد البرامج المفضلة لترامب "فوكس أند فرندز" عن ولي العهد السعودي "هذا الرجل مدمر، لقد قتل" خاشقجي.
وبعد أن أجرى اتصالا هاتفيا مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الاثنين، قال ترامب إن خاشقجي "يمكن أن يكون قد قتل على أيدي قتلة خارجين عن السيطرة".
وعلى عكس الرئيس الأمريكي، شن غراهام حملة على السعودية عبر شبكة "فوكس نيوز" القريبة من سياسة الرئيس الأمريكي.
وقال غراهام إن السعودية ارتكبت هذا العمل "على مرأى منا (...) إنهم لا يضمرون لنا سوى الازدراء، لماذا يحرجون شخصا مثلي ومثل الرئيس بعد كل ما قام به الرئيس؟ لا بد لهذا الرجل من الرحيل" في إشارة إلى ولي العهد السعودي.
وردا على سؤال حول ما إذا كان على ترامب فرض عقوبات على المملكة، قال غراهام "الأمر يعود إلى الرئيس. أعرف ما سأقوم به شخصيا، سنفرض عقوبات الحد الأقصى على السعودية" داخل الكونغرس.
وقال السيناتور الجمهوري أيضا "كنت دائما أدافع عن السعودية داخل الكونغرس لأنها حليف جيد"، قبل أن يضيف "إن شخصية محمد بن سلمان مؤذية حسب رأيي. لا يمكن أن يكون قائدا عالميا على الساحة الدولية".
من جهته رفض السناتور الجمهوري الآخر ماركو روبيو الأخذ في الاعتبار الخوف من فقدان صفقات تسلح مع الرياض في حال فرض عقوبات عليها.
وقال في هذا الإطار عبر شبكة سي إن إن، "أنا لا يهمني كم يمثل هذا الأمر من أموال. لا يوجد أي مبلغ في العالم يمكن أن يشتري مصداقيتنا حول حقوق الإنسان وطريقة تعاطي الدول معنا".
وتابع السناتور روبيو "لقد كانت لدينا منذ زمن طويل هذه المخاوف بأن يكون ولي العهد شابا عدوانيا بهذا الشكل" معتبرا أن "مجلس الشيوخ والكونغرس سيتحركان".
وختم روبيو قائلا "إن مدى هذه الإجراءات المحددة سيكون بالطبع موضع نقاش، إلا أنها ستكون شديدة القوة وكبيرة. سنرى ما ستقوم به الإدارة، إلا أنها بالنهاية ستنصاع على الأرجح".
في المقابل، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء إنه تحدث إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي وعده بإجراء تحقيق "كامل" في قضية اختفاء جمال خاشقجي.
وكتب ترامب على تويتر "لقد تحدثت للتو مع ولي العهد السعودي الذي نفى بشدة معرفته بما حدث في القنصلية في تركيا"، وأضاف "أبلغني أنه أمر بالبدء بإجراء تحقيق كامل ومعمق على أن يتوسع سريعا".