كشفت لقاءات رئيس الجمهورية وتوجيهاته للجهات المختصة عن طوفانٍ من المشاريع الخدمية المتنوعة نيّفت علي مليارات الأوقية الجديدة (ستمائة مليار قديمة )بحسب تقديرات المُقلّلين.
لم أكن لأتصور أن رقما بهذا الحجم يتم صرفُه في صمتٍ في وقت يتشاءم فيه كثيرون عن وعي وعن غيره بواقع الانجازات.
زدْ عليه أن خطاب الرّئيس وتوجيهاته بها من الاعْتدال والتَوسُط ما يضمن حقوقَ الجميع : للأمة تنفيذ المشاريع في الفترات المحددة من جهة وسحب المقاولين أموالهم المستحقة من دون تعقيدات وذلك باستثنائها من سلسلة نظم السّداد كالّرشاد وغيره بحيث تكون جاهزة كلما توفرت ظروف سحبها.
إن هذه المشاريع المتعلقة بالمدارس ونقاط الصحة والطرق لا يجب أن تكون تحت رحمة المنفذين يُمطِطونَ أزْمنتها كما يريدون من خلال تَخادُمٍ مصالحَ ضيقة علي حساب الأمة.
وكذلك فإن علي القطاعات (أرباب العمل )تسهيل التنفيذ ببْسط اليَدِ وكسر الحاجز الإداري وسرعة التسديد وهي نقاط مذكورة في الأسباب التي تكون وراء إرْجاء الأعمال.
هذا التأخيرُ في الإنجاز يُربكُ الوضْعَ الْميزانويَ حيث يُعطى الانطباعَ بمحدودية القدرة الاستيعابية والحالُ أن العيْبَ والْعَورَ في عدم الامتثال لدفاتر الالتزامات من لدن المكلفين بالتنفيذ وأشياء تحصل نعلم من تفاصيلها عدم صَوابِيتها.
وفي المقابل ليس من الوارد تأخير وتوريط المقاولين في أعمالٍ لا يمكنهم سحب مستحقاتهم مباشرة بعد التنفيذ فيقعون تحت رحمة مجاهيل الدفع وتعامي مسؤولي القطاعات.
أعتقد أن التوجيهات الأخيرة بها خيرٌ كثير للجميع بحيث يتم تجاوز البطء في العملية الإدارية والقطيعة مع فكرة أن الشيْء العامَ أو العمومي بلا حصانة وبلا رقيبٍ وكذلك ضمان التسديد في الوقت المحدد.
ثم الزيارات المفاجئة للمستشفيات ومحطات المياه والكهرباء فيها من المزايا الكثير بحيث يتم الاطلاع على النواقص وتوفيرها وكذلك يدرك الموظفون أن عليهم استحضار الوازع الوطني من خلال الإتْيان لمقار عملهم وقت الدّوام لا أن يحضروا وقت ما يشاؤون.
هذا ومن شأن دخول رئيس الجمهورية على الخط والمهابة التي يحظى بها و أمْره صرْفَ الأموالِ من دون تأخير من شأن ذلك كله إحداث*ثورة*في وتيرة التنفيذ واسْتزْراعِ التَقيُد بالآجال لدى العاملين في الميدان.
وأيضا يتم العمل على تبريد مناخ العلاقة بين المقاولين وأرباب العمل بحيث يُسَدَدونَ حقوقَهم قبل جفاف عرقهم .
هذا المناخ الجديد وهذه الزيارات والتوجيهات ومتابعتها تثير التفاؤلَ والاسْتبشارَ بتطورِ الأمور نحو الأفضل حيث يتم تطبيق الاتفاقيات التي على الورق على الأرض.
فلنكن جميعا أعوانا ثم لنراقب...
يتواصل...