اغتيال الخاشقجى ...فضيحة القرن

سبت, 20/10/2018 - 13:47
عبد الفتاح ولد اعبيدن

اغتيال الخاشقجى ...فضيحة القرن /بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن /قتل الحجاج الثقفي سعيد بن جبير رحمه الله ،لكن لم يذكر التاريخ ،أن الحجاج مثل بجسد الشهيد سعيد بن جبير .و دعا سعيد ربه الكبير المنتقم ،ذى الطول و الجبروت أن لا يقتل أحدا من بعده ،فما عمر الحجاج إلا أياما قليلة من استشهاد سعيد بن جبير ،الذى بقي مثلا للثبات على كلمة الحق فى وجه سلطان جائر ،و كان الطاغية رغم إسرافه فى القتل ذى علم و شعر و خطابة ،خلدها التاريخ ،لقوتها و خصوصية سبكها .أما اليوم فى هذا العصر الحديث ،رغم الشعارات و التغنى بمختلف القيم و المبادئ ،فقد جاء خمسة عشر رجلا مسلما من دولة تحتضن الحرمين و يتشرف قادتها بخدمة الحرمين ، وجهت لهم تهمة قتل نفس مسلمة ، صحفي سعودي شهير ،حسب ما يتررد على نطاق واسع متواتر . صحفي عرفت نبرته بالأكاديمية و المسالمة و التوازن ،و مع ذلك أستدرج لقنصلية بلده بتركيا وعذب و قتل و قطع !!!. ما هاذا ؟؟؟!!!. و للأسف لا حظنا الأحوال تتبدل منذو تقلد محمد بن سلمان مقاليد وظيفة ولي العهد ،على خلاف ما كان معهودا عن النظام السعودي الرسمي من مسالمة و نفع للعالم و الدول والمجتمعات العربية والإسلامية بوجه خاص . فأضحت السعودية فى عهد بن سلمان مسرحا لتصفية الحسابات داخل الأسرة المالكة نفسها و أعتقل العلماء و المعارضون ،رجالا و نساءا ، وطرأ تحول على الوجه العام المدني للمجتمع السعودي ،فسمح لدور السينما و المسرح و مظاهر أخرى ،لم تكن معهودة فى ديار الحرمين العزيزة المقدسة!. و ستظل قضية تصفية الصحفي الكبير الامع جمال خاشقجى أكبر مؤشر على فشل النظام العربي الرسمي ،خصوصا فى المشرق و بعض دول الخليج بوجه خاص ،كما أن امتهان العمل الصحفي أصبح أخطر ممارسة على المتشغلين به فى ديار العرب عموما و السعودية خصوصا ،للأسف البالغ . و لكن رغم محاذير الإعلام الحر فى الوطن العربي بل فى العالم أجمع ،إلا أن الحرية عموما و الإعلامية بوجه خاص طابع الفترة الراهنة و واقع يفرض نفسه فرضا و لا خيار معه إلا التكيف و التعايش الإيجابي التام .فالشجار ثم القتل ،حسب الرواية الرسمية السعودية ،أو التعذيب فالقتل فتقطيع الأوصال ،حسب الرواية المتواترة ،لن يكفي البتة لوقف قطار الحرية فى الوطن العربي بإذن الله . أما التعويل على ما يروج أنه قيم كونية ترفض الظلم و تكرس حرية التعبير ، فذلك ناقص و مثقوب بحق و أفسدته النظرة التمييزية السلبية ،لدى الغرب دون استثناء تقريبا (المعايير المزدوجة ) !. فاترامب فى الوقت الراهن لا يهمه بالدرجة الأولى الثأر لدم شهيد الكلمة الحرة المتوازنة جمال خاشقجى و إنما عينه و تركيزه على صفقات السلاح مع النظام السعودي ،رغم تورطه فى عملية وحشية مرعبة بحق .و إن تعاملت أمريكا و الغرب بصرامة مع ملف الخاشقجى ،فليس بالدرجة الأولى إلا لابتزاز السعودية ماليا بوجه خاص ، بعدما رفض السعوديون قانون جستا التغريمي الفاحش الاستعماري . و لعل الظلم تأكيدا عواقبه وخيمة و مدمرة .