نودع اليوم رئيسا ترك بصمة ظاهرة على التاريخ الموريتاني المعاصر، رئيسا ترك أثارا جلية واضحة للعيان على جميع المستويات ( الإسلامية، الأمنية، الديبلوماسية، السياسية، الاقتصادية، الصحية، الاجتماعية ...الخ)، ولست هنا محللا لهذه الإنجازات الكبرى، فقد كفاني ذلك من أدركوا عمقها وحقيقتها وبعدها، من محللين سياسيين واقتصاديين واجتماعيين، لكنني سأقف بشهادة لله سبحانه ثم للتاريخ في مجال الإنجازات الإسلامية الكبرى، التى تحققت في ظل حكم فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز، وذلك بصفتي أحد أطر وزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي، الوزارة الوصية على العمل الإسلامي في البلد.
وهذه الإنجازات الكبرى في مجال العمل الإسلامي أشاد بها علماؤنا وبينوها وثمنوها، حتى أطلق عليه الإمام أحمدو ولد لمرابط لقب "رئيس العمل الإسلامي "، كما أن والدنا وشيخنا العلامة حمدا ولد التاه حفظه الله، طالما ذكر بهذه الإنجازات وقال إنها كانت مطالب ملحة لديهم فتحققت بفضل الله سبحانه إبان حكم فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز.
فهذه الشهادة التى صدرت من هذين العالمين الجليلين لها مكانتها، فهما من خبرا وواكبا العمل الإسلامي في بلدنا في جميع مراحله.
هذه الإنجازات متنوعة وتمس العمق الإسلامي في أبهى تجلياته، وهي إنجازات لأول مرة في تاريخ البلد، وسوف أقف عند أهمها باختصار ـ إن شاء الله ـ
أولا: طباعة المصحف الشريف
فهذا يعتبر بحق أهم إنجاز، نظرا لعظم متعلقه وهو كتاب الله سبحانه، فلأول مرة يطبع المصحف الموريتاني بأوامر سامية من فخامة رئيس الجمهورية، وبإشراف لجنة علمية موقرة من خيرة علمائنا الأجلاء المتخصصين في مجال القرآن الكريم وعلومه، من رسم ومقرأ، وقد تم توزيعه على محاظرنا ليكون المعتمد عندهم.
ثانيا: فتح قناة المحظرة الفضائية
حيث دخلت المحظرة الشنقيطية كل بيت موريتاني، وأصبح العلم النافع يبث فيها وفق منهج وسطي معتدل ..
ثالثا: إذاعة القرآن الكريم
وهي كذلك تقوم بنفس المهمة العظيمة التى تقوم بها قناة " المحظرة " من بث العلم النافع بين الناس، وأصبح المواطن البسيط وهو في باديته يستمع للعلماء وهم ينشرون ويعلمون دين الله سبحانه وشريعة نبينا عليه الصلاة والسلام، وفق أصول مذهبنا المالكي وعقيدتنا الأشعرية وتصوفنا الجنيدي، حيث لا غلو ولا تطرف، وإنما وفق منهج وسطي معتدل.
، وهاتان القناتان يشرف عليهما خيرة من علماء البلد ممن عرفوا بسعة علمهم ومكانتهم العلمية .
رابعا: بناء المسجد الكبير وسط العاصمة
وهو إنجاز عظيم حقا، وكيف لا وهو يتعلق ببناء أكبر مسجد في تاريخ البلاد، حيث سيكون قبلة للمصلين من كل مكان، وتم اختيار منطقة مناسبة له حقا، وسط العاصمة انواكشوط.
ولا شك أن بناء المساجد هو من أعظم الأمور التى تذكر من إنجازات الرؤساء والملوك، ومن يعد للتاريخ يدرك ذلك بجلاء.
خامسا: بناء وعمارة وترميم العديد من المساجد داخل البلاد وفي العاصمة انواكشوط، ، وكل ذلك حساب ميزانية الدولة .
وقد حضرت تدشين العديد من هذه المساجد .
سادسا: المسابقة الدولية لنيل جائزة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز في حفظ القرآن الكريم وتجويده
فلأول مرة في تاريخ البلاد يتم إنشاء مسابقة قرآنية باسم رئيس الجمهورية، على غرار المسابقات الدولية للقرآن الكريم في العالم، فقد كان مطلبا عند قرآئنا، فتحققت بفضل الله سبحانه.
وهي تدل بجلاء على عناية واهتمام فخامة الرئيس بالقرآن الكريم وأهله، الذين هم أهل الله وخاصته. .
سابعا: الجامعة الإسلامية بالعيون ( ولاية الحوض الغربي ).
التى فتحت لأول مرة كذلك في تاريخ البلاد، وأصبحت قبلة لطلاب العلم من داخل البلاد وخارجها، ينهلون من معين علمها، ويجدون فيها ما يرغبون فيه من علم نافع.
ثامنا: " المحظرة الشنقيطية الكبرى " باكجوجت ( ولاية إنشيري )
وسيتم افتتاحها هذا العام لتكون هي الأخرى قلعة شامخة من قلاع العلم في بلدنا، وليظل العطاء المحظري الشنقيطي شاهدا على ما قدمه فخامة الرئيس من خدمات جليلة للعلم والعلماء في بلدنا.
تاسعا: رواتب الأئمة
فلأول مرة في تاريخ بلدنا يتم اكتتاب الأئمة فيصبحون يتقاضون رواتب من ميزانية الدولة، ويتمتعون بنفس الحقوق والامتيازات من ضمان صحي واجتماعي ...الخ
عاشرا : رواتب شيوخ المحاظر والإعانات المتنوعة لها
فهي كذلك من الأمور التى تحققت ولأول مرة في تاريخ بلدنا، والتى تدل بجلاء على العناية الكبرى التى أولاها فخامة الرئيس للمحاظر وشيوخها .
الحادي عشر : المحاظر النموذجية
وهي فكرة رائدة بحق تؤكد الرؤية المتبصرة للرئيس وحرصه أن ينتشر العلم في كل قرية من بلدنا العزيز، حيث فتحت في العديد من القرى والأرياف النائية .
الثاني عشر: الندوات والملتقيات الدولية التى تعالج مختلف القضايا الإسلامية والفكرية التى تهم المسلم في دينه ودنياه، ويتم استدعاء كبار علماء العالم الإسلامي لها، وتفتح بإشراف مباشر من فخامة الرئيس ..
هذا غيض من فيض من هذه الإنجازات الإسلامية الكبرى التى تحققت في ظل حكم فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز، والتى سوف تستمر مع فخامة الرئيس المتخب السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وفق رؤية متبصرة مدركة لعظم كل ما يتعلق بالعمل الإسلامي في بلدنا، الذي عرف على مر التاريخ بالعطاء العلمي الكبير على جميع المستويات.
قال تعالى : " فأما الزبد فيذهب جفاءً وأمّا ما ينفع الناس فيمكث في الأرض "
حفظ الله بلادنا من كل سوء وأدام علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار ..
بقلم: الدكتور محمد الأمين ولد شيخنا ولد الشيخ أحمد مدير التوجيه الإسلامي