أعلن اليوم :26 سيتمبر 2019 عن وفاة الرئيس الفرنسي الأسبق السيد جاك شيراك في فرنسا
وقد رحل عن هذه الدنيا بهدوء كما يرحل كل العظماء ، فتلك شيمتهم وخاصية من خواص صفاتهم ... بسطاء فقراء أعزاء يحبهم الأوفياء ويحترمهم الخصماء ....
وليس غريبا أن يكون هذا الرجل على ذلك المستوى الراقي من الوطنية والثقافة فهو خريج إحدى مدارس فرنسا الفذة الباريسية أعني : المدرسة الوطنية للإدارة (ENA ) ولأنه أيضا ، ديغولي ، أخذ عن ذلك العملاق الوطني شارل ديغول ، حب الحرية وحق الشعوب في الحياة الكريمة ، خاصة الشعوب العربية مثل الجزائر وفلسطين ....
كان صديقا للعرب ، وقد زارنا في موريتانيا ولبس الدراعة وزار واحات النخيل في آدرار واعتنى بصحة الشيخ الجليل أعلي الشيخ بن أمم رحمه الله تعالى .
فمثل هذا الرجل لايموت بمجرد رحيله عن هذا العالم بل يبقى ذكره خالدا بين الأحياء وفي خانات وصفحات التاريخ السياسي ، لا لفرنسا وحدها بل وللعالم الحر المعاصر كذلك .
فمن منا لا يتذكر مواقفه أثناء غزو بوش للعراق ، رافضا مقولة أسلحة الدمار الشامل المختلقة أصلا لأجل تدمير بلد عربي رمز ، وقد شاهدناه بواسطة بعض الإعلام المرئي يقول : "إن فرنسا ليست جزءا من السياسة الخارجية الأمريكية "، بالرغم من أهمية العلاقة بين الدولتين .
فهل تموت الجبال والقامات السامقة ؟ ، بلى!
للأسف كل الماديات تموت .. فهذا قدرها المحتوم وهذه سنة الله في خلقه ... والحروف تموت حين تقال كما قال عملاق آخر هو نزار قباني ...
وجاك شيراك ليس استثناء من ذلك وإن كان استثنائيا حقيقة في مساراته المختلفة .
حيث قاده طموحه إلى باريس التي قدم إليها من موطنه (لاكوريز) وعمره عشر سنوات مشيا على الأقدام حافيا ليصل بعد ذلك إلى أرفع المناصب والمسؤوليات متجاوزا كل الحواجز المادية والصعاب التي ذابت وتبددت أمام هذا العامل السابق في أحد المطاعم الأمريكية .
اسماعيل إياهي
وزير وسفير سابق