قال الزعيم والمناضل الحقوقي السيد بيرام الداه أعبيدي إن لقاءه مع فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني تركز على ثلاثة محاور أساسية لابد من معالجتها لكي تتجه الدولة نحو ديمقراطية منصفة وحقيقية.
وأوضح في مقابلة بثتها قناة الموريتانية مساء اليوم الأربعاء أن أول هذه القضايا هو تطبيع الحياة السياسية بين الموالاة والمعارضة ، مبرزا أن ذلك يمر حتما برفع الحظر عن الأحزاب السياسية والمنظمات الحقوقية والهيئات الخيرية وعدم استغلال القضاء كوسيلة لتصفية الحسابات مع الخصوم مما يمكن من خلق جو يطبعه الاطمئنان لاخوف ولا تخويف يتمتع فيه الجميع بكامل حقوقه.
وأوضح السيد بيرام الداه أعبيد أن هناك تعهدات رسمية وقوية تصب في هذا الاتجاه، مطالبا بان تتجسد هذه الإرادة الجديدة في عمل ملموس على ارض الواقع وانه إلى حد الساعة لم يتم تشكيل لجان للتنسيق بين المعارضة والموالاة تكلف بترجمة الإرادة المذكورة سلفا.
وفي رده على سؤال عن طبيعة خطابه الذي أصبح مهادنا بعد أن كان يتسم بالحدة قال المناضل الحقوقي بيرام الداه أعبيدي إن الأمر تنطبق عليه المقولة المشهورة " لكل مقام مقال" موضحا انه بعدما واجه حملة شرسة من التخويف والتخوين والتكفير في بداية مشواره النضالي كان لزاما بان يواجه الأمر بخطاب ذا شحنة قوية تتناسب مع الموقف.
وأبرز أن اللحمة الوطنية وتأمين الوطن من البلابل مسألة تهم الجميع وأنه يشعر بواجب المسؤولية بهذا الخصوص معبرا عن استعداد مناضليه لأداء واجبهم اتجاه هذه القضية المصيرية.
وبخصوص وضع المعارضة التقليدية الراهن قال بيرام ولد الداه أعبيد أن رؤية كتل الأحزاب المشكلة لما يعرف بالمعارضة التقليدية يعتريه بعض الضبابية ، مرجعا الأمر إلى كون المعارضة خرجت منهكة من صراع غير متكافئ مع النظام السابق حيث تلقت ضربات قاسية، إلا أنها ورغم ذلك استطاعت أن تظهر بمظهر لائق عقب الانتخابات الأخيرة.
ووصف السيد بيرام العلاقة التي تربطه بالمعارضة في الوقت الحالي بعلاقة زمالة ومد يد الاتحاد والتلاحم من اجل مواجه النظام بشكل دستوري وديمقراطي.
وقال إن حركة ايرا هي المرجعية الوحيدة لنضاله معتبرا إياها بمثابة بطاقة تعريف له
وبخصوص موقفه من المندوبية المكلفة بالقضاء على الهشاشة في الأوساط الفقيرة أكد أن بإمكانها القضاء على الفوارق الاجتماعية كما ستمكن من حل جميع القضايا التي تطرحها منظمة ايرا شرط أن يتم تسييرها بشكل سليم .
وطالب السيد بيرام ولد الداه أعبيدي بتحقيق العدالة في التوظيف والتعيين على مستوى الهيئات غير السياسية مستنكرا بشدة الإقصاء الذي تواجه به المعارضة فضلا عن الفئات الاجتماعية والعرقية .
وعبر عن ارتياحه لجو الانفتاح الجديد الذي طال جميع الموريتانيين بمختلف أنواعهم ومشاربهم السياسية معبرا عن تمنياته بان يتواصل هذا النهج إلى أن تجد المعارضة قسطها المحدد في القانون.
للتذكير فقد التقى فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني مؤخرا بزعماء الأحزاب السياسية المعارضة وكان آخر هذه اللقاءات اليوم الأربعاء حيث التقى فخامته برئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل).