إذا صارحنا أنفسنا في شأن الرويبضة، الذي ينهب الرواتب المضاعفة من عرق الضعفاء والمحرومين؛ ثم يخرج بكل وقاحة ليستهزئ بديننا بين ظهرانينا.. فسوف نعترف بأنه هناك أطرافا عديدة يتحمل كل منها نصيبه كاملا غير منقوص:
- جهاتٌ "رسمية" مسؤولة عن "حماية الدين وسياسة الدنيا به"؛ ومسؤولة عن تنظيم والوعظ والإفتاء؛ وهي مع ذلك تتغاضى عن طفيليات تتسلق منابر المساجد والقنوات، وتخوض في الفقه والدين كما تخوض في أنواع الرقص والمجون.
- جهات "مُفكِّريّةٌ" دأبت على التهوين من شأن العلماء وحمَلة الدين، واتهامهم بالتلاعب بأحكام الله، كما دأبت على مظاهرة مَن يحرّق دواوين الإسلام والشريعة، والدعوة إلى فتح الاجتهاد لكل أحد، والترويج لكون السلطة ليس من مهمتهما حماية الدين.
- جهات قبليةٌ ومشيخيةٌ توفر الغطاء الاجتماعي لكل أبنائها المتلاعبين بالدين والساخرين منه، وهي تراهم ينشرون ويروجون أفكار الضلال؛ ومع ذلك لا يسمعون منها صيحة استنكار أو براءة.
- جهات "علمية خلافية" أضاعت الكثير من الجهد والوقت في تجريء الصغار والمراهقين على الاجتهاد والتسلق على الكتاب والسنة، وتجاوز الأئمة والمذاهب، بحجة: (هم رجال ونحن رجال).