السجن المفتوح والإهانات المتكررة / أحمدو ولد شاش

أربعاء, 12/08/2020 - 22:53

بلغني ان السلطات اليوم بادرت في سابقة من نوعها في غلق مقر الحزب الجديد، الذي اراد عزيز أن يمارس من خلاله حقا يكفله الدستور وكل النظم المعمول بها .. قامت السلطات بفعلتها وهي تغطي هذا الجرم في حق الدستور والأعراف الديمقراطية وهدم قيم الحرية والمساواة ناسفة ومدمرةصرحا شيده هذا الشعب في مسيرته المعاصرة .. 

يبدو أننا لم نفهم ولم نستوعب هذه المقدمات التي تكرس تكميم الافواه وتقييد الأيدي واستخدام وسائل الدولة في تعميق البعد الجهوي والشرائحي والبوليسي في اتفه الاسباب وأبعدها عن المنطق وأخطرها في مجتمع مهدد في نسيجه البنيوي والسياسي ..
لم نستوعب تلك المضايقات التي مورست على رمز من رموز الوطن قدم الكثير ودشن مشروع موريتانيا الحديثة وقدم لهؤلاء المتربصين به مشروع دولة حديثة على طبق من ذهب، وكان جزاؤه جزاء السينمار ..
لم نستوعب من هؤلاء وقد استتب لهم الأمر، استبدال حلفاء الدرب المخلصين، بسماسرة السياسة الذين لا يمتلكون غير رزم من الوشاية والنميمة أخنى عليها الذي أخنى على لبد ... لم نستوعب هذا التحول الذي يقرب العدو ويجافي الصديق بدواعي الانفتاح والانغلاق ... 
ولست آسفا على دعم قدمته، لأنه بمحض قناعتي، ولكنني آسف على ما اصبت فيه من إحباط في كل نواحي القيم الراقية وحتى في مشروع الدولة الذي نتمنى، إذ يختزل هذا الدور في جماعة من البرلمانيين لكل منهم وصمته البادية، وتقتصر مسيرة البناء على ذلك ... 
فعلا، لم ولن نستوعب هذا الذي نرى مما لا يليق سواء اتسعت دائرته على المجتمع او اقتصرت على افراد منه، لأنه محض باطل، لا يقبل به شريف ولا كريم، لا في علاقات عامة ولا علاقات خاصة ..
للأسف، آخر موضة من موضات الدكتاتوريات التي تجاوزها العالم، كتب علينا أن نمارسها بلا وعي، أو بوعي مع سبق الإصرار والترصد.
إن هذه الممارسات، وإن غلفت بأي غلاف، لن نقبلها ولن نتعايش معها وسنمارس كل حقوقنا المشروعة ولكن بشرف يناسب سمو الأهداف ونبل الوسائل ...