ما كان لك ان تتهاوى في وحل عبثي وجهوي لا نرضاه لك .. ولكن لا مردّ لقضاء الله! ...
ليس ذلك من مستوى ثقافي عثرت دونه، ولا مركب نقص بين الأقران شعرت به، ولا فقد لِبان حيدك عن رهطك ...
لن أدخل معك - يا ابن آده - في المتاهات الجهوية أوالشرائحية، أو حتى الفئوية، فتلك ودعتها يوم دخلت المدينة، ويوم آمنت بالدولة، وبسيادة الدولة، وبالوطنية وبعزة وشرف الوطنية، وآثرت الكرامة والرفعة على التخفي والتجني، ولعب أدوار التمثيل حتى في الوظائف ذات السيادة، فأنا وطني حتى النخاع ..
لكني أحببت أن أنبهك وأنت نبيه، أن تطاولك على رمز من رموز السيادة وانت ضابط أمن، يرتجى فيك من المهنية والانضباط ما لا يرتجى من غيرك، قد حط من قدرك يا ابن آده، وقد يليق بالسياسيين المتملقين ما لا يليق بمن انهى مشواره الوظيفي في ارقى المناصب الامنية، إلا أن يكون من سوء الاختيار وتلك ورطة لا نكاد نسلم منها للأسف الشديد ..
واتيح الفرصة، لأسائلك:
هل ما أدليت به من معلومات، كان غائبا عنك يوم كنت على جهاز الأمن، أم كنت تعلمها وتخفيها؟ ..
ولا مناص من تجريمك في الحالتين، فأنت في الاولى عاجز ومقصر وانت في الثانية، خائن ومتمالئ ...
يا ابن آده، هل تجاهلت -وأنت تعلم، أن جد المرحوم اعل ولد اعلي، هو نفسه جد محمد ولد عبد العزيز؟ .. والله إنك لتعلمها! ..
هل ذهبت بك المواقف السياسية، إلى أن تجعل النسبة لوطننا مجرد نزوة يعبث بها المزاج؟ ...
هل كانت نِعم المرحوم اعل عليك 25 سنة، كافية لأن تسكتك عن الواجب؟ .. وإلا، فلم قبلت التعيين وباركته من أجنبي؟ .. وعلى فرض قبولها من أعل، فلم قبلتها طائعا من عزيز ثانية؟ ..
ثم انت لست بالمواطن العادي، فلم قبلت أن تكون رئيس حملة اعل في كوركل؟ .. وماذا قلت لهم يومها؟ .. هل خدعت أهل كوركل ام خدعت اعل؟
أيعقل هذا المستوى من الخيانة العظمى؟ ...
صدقني يا ابن آده، لقد صدمتني وجرحت كبريائي، بهذا التلون الحربائي المتسارع، وصدمتني ثانية بما حجبت من معلومات تهم الأمن وانت تقوده .. فأي العارين أنجى!
وصدمتني ثالثة بجهلك للتاريخ وجهلك لما قدم المجاهدون من تضحيات ما كان لها ان تفوت الأحفاد، وان يعبث بها الاحفاد لنزوات عابرة ..
وصدمتني ان كنت جاحدا لنعم الأفراد عليك، يوم كنت اراك ويراك غيري، تكرم وتبجل المرحوم أعل، تبجيلا ما كنت أظنك تصرفه في أحنبي ..
وصدمتني يا ابن آده، حين رايتك تحاول مسايرة ركب المنافقين والمتملقين من الساسة الذين مردوا على الفساد والنفاق، يختانون أنفسهم ألف مرة في اليوم ...
وصدمتني يا ابن آده، وقد كنت فينا مرجوا، إذ تدس أنفك في وعث الكذب واللعب على الحقائق ..
لك الحق في نقد عزيز كما لغيرك، لكن بشرف وصدق وأمانة، فلا أبوه بأفضل من ابيك، ولا أمه بأعز من امك، وهذا يمدك بما فرطت فيه من مكانة علمية ومعنوية تطلبك حثيثا فتغالبها ...