نبذة وجيزة عن حياة گراي ولد أحمد يوره رحمه الله

ثلاثاء, 18/08/2020 - 12:44

هو كراي بن محمد باب بن امحمدْ بن أحمد يوره بن محمذن بن أحمد بن محمد العاقل، و والدته أم الخير الملقبة يُمهْ بنت محمد فال: ببها بن محمذن بن احمد بن محمد العاقل، ولد هو و توأمه احمدُو سنة 1341 هـ الموافق 1922مـ في مقاطعة المذرذرة بولاية اترارزة.

تو في عنه والده رضيعا فنشأ في حضن والدته التي كان له دور كبير في تربيته العلمية و الأخلاقية حيث كانت علي قدر من الدراية لاسيما في سيرة النبي صلي الله عليه وسلم، فقد كان يقول إنه ما ازداد من كتب السيرة شيئا علي ما تلقاه منها في صباه. حفظ القرآن الكريم علي فاطمة بنت حمدي بن سيدي بن محمذن بن متيلي الحسنية و جوده علي المقرئ زينْ بن السالم الأبهمي.
بالإضافة إلي والدته، أخذ معارفه العربية و الإسلامية عن مجموعة من الشيوخ من وسطه العائلي و من منطقته بصفة عامة. فقد أخذ علي خاليه القاضيين : محمذن : امييْ و حامدْ ابني ببَها و قد أسهمت جلسات قضاء امييْ عاملا مهما في تكوين شخصيته العلمية، كما أخذ عن العلامة سيدي بن التاه بن محمذن بن أحمد بن العاقل و عن العلامة محمد عال بن محنض الأبهمي. و في مرحلة لاحقة يتصل بالعلامة الورع محمد سالم بن ألما اليدالي الذي أخذ عليه فيما أخذ الطريقة الشاذلية.
تميز بمحبة رسول الله صلي الله عليه وسلم و بالذب عن سنته و ديوانه يزخر بالمدائح و التوسلات و بالنصائح. و بحكم مكانته العلمية كان عليه الاعتماد في التدريس بقرية ابيرالتورس طيلة عقدي السبعينات و الثمانينات من القرن الميلادي المنصرم و قد استقطبت مدرسته طلابا من مختلف نواحي البلاد و حتي من بعض الدول المجاورة. تخرج على يده كبار العلماء المعاصرين
و لم يكنْ التدريس ليشغله عن الإسهام في الحركة التأليفية، فقد ترك مكتبة في مختلف فروع المعارف العربية و الإسلامية نورد منها علي سبيل المثال :

نظم المسائل العشر في التوحيد
نظم المطالب السبعة في التوحيد
تلخيص شرحي ميمية ابن بون للعلامتين ببها و أحمذو بن زياد الأبهمي في التوحيد
ألفية في رسم القرآن بسط فيها نظم الطالب عبد الله
قصيدة في سور القرآن علي وجه التوسل
ألفية في الأصول
نظم في المخصصات في الأصول
ألفية في البيان
نظم في بيع الغائب
نظم في السدل و القبض
نظم في حكم الشطرنج و اصرندْ
نظم في سرايا و بعوث النبي صلي الله عليه وسلم
نظم أهل بدر
نظم في هجرة النبي صلي الله عليه و سلم و أبي بكر إلي المدينة
نظم المهاجرين إلي المدينة
أنظام الهجرات الثلاث إلي الحبشة
أنظام العقبات الثلاث
نظم مكفرات الذنوب
أنظام كثيرة متفاوتة الطول في العقيدة و الأصول و البيان و النحو و الفقه و التاريخ
الروضة الفائح شذاها بشرح رب بطه
شرح نظمه لأهل بدر
تأليف في العروض
تقييدات و فتاوي 
ديوانا شعر فصيح و حساني
مكتبة صوتية في العقيدة و الفقه و السيرة و محارم اللسان و أمراض القلوب و غيرها سنورد بعض الأمثلة منها علي صفحتي الخاصة علي الفيسبوك

توفي كراي ليلة السبت 26 ربيع الاول سنة 1420 هـ الموافق 10 يوليو 1999 مـ و دفن في الميمون بمقاطعة المذرذرة حيث أفراد أسرته، رحم الله السلف و بارك في الخلف.

مختارات من شعره :

يقول في التوسل :

سخرْ و يسرْ يا كـريمُ أمـــورنا *** بدءًا و خــتمًا بالنبـي الخاتــــــمِ
و اسمـحْ لـنا بسـلامةٍ و غنيـمةٍ *** و قِنا العِدا من شامـــتٍ أو شاتمِ
أنتَ الذي تُعطي المواهب جمةً *** و لديكَ حسـنُ مبـادئٍ و مخــاتمِ
إنْ تُعطِ لمْ يمنعْ عطاءك مـادرٌ *** و إذا منعـتَ فلا عطـاءَ لحـاتِـــمِ

و يقول في صديقه الأمير محمد فال ولد عمير رحمه الله :

قالوا الأمـــير أتي دكــارا فـــــاتِهِ *** كيما تتوق إلي جميل صفاتهِ
و تتطالع العهد الذي قد كان بيْــــ*** ـــــنكما فطول العهد من آفــاته
فأجبتهم لو أستــــطيع لجـــــــئته *** و مكثت معه إلي انتها ميقاته
و سألتـــــه عن حاله و شـــؤونه *** و علمتُ كُنه السِرِ في حركاته
و جنيتُ من حَضرَاته ما أشتهي *** و رجعتُ مشتاقا إلي حضراته

و في السماعيات يقول في الفنانة الخالدة المرحومة تكيبر بنت أعمر امبارك ولد  الشويخ :

لقد سمعت أذناي ضرب المزامر *** و رنات ربات الخدود النواضر
فما سمعتْ ضربًا كضرب تكيبرٍ *** و ما سمعتْ نغمًا كنــــغمِ تكيبرِ

ويقول في الفنانة الخالدة ديمي بنت آبه رحمها الله:

ألا و الله ما فــــــــوقَ الأديمِ *** أديمِ الأرضِ شاديةٌ كَـــــديمِ
فتــــاةٌ طــــورتْ لحنًا قديمًا *** ففاقتْ في المُطــورِ و القديمِ
إذا عنــــتْ بأنغــــامٍ حسانٍ *** ألذَ من المـــــُدامةِ للنـــــديمِ
تري الجُلاس يهتزون منها *** كما تهـــــتز أغصانُ النسيمِ
فما قيست علي الجلاس إلا *** إذا قيس الرياض علي الهشيم
أقيمِي دِيمِ أوْ سيرِي فنصرًا *** عزيزًا إن تسيري أو تُقيمِي

و ممن رثاه العلامة محمد سالم ولد عدود رحمه الله :

رُحمـــــــــــــــــي لهذا الملة الغراء *** ثكـــــــــــلت بفقد الناسك القُراء
حُييت من شيــــــــــخٍ أمينٍ مخلصٍ *** في كـــــلِ مسمــــــــــعِ و مُراءِ
هادٍ لطيفٍ بالضعيفِ مُيـــــــــــــاسرٍ *** متواضـــــــــعٍ ساطٍ علي الأمراءِ
رب ارضَ عنهُ و أرضه و اخلفه في *** من خــــــــلفه بالنصرِ و السراءِ
ما لي بحصر خصــــالهم طمعٌ و لوْ *** أُوتيــــــــت كل جوامع الإطراءِ
و نسجتُ ألف مقامةٍ و قصـــــــيدةٍ *** و أُعنتُ بالخــــطباءِ و الشعراءِ
اقنيْ حياءك أم والدها و بالـــــــــــ *** ــــــــــــــــــــأبناءِ سيري سيرة الكبراءِ
كم عمةٍ لكِ هكذا فعـــــــلت فما *** فما بكِ حاجةٌ في ذا إلي الإغراء
و نيابةً عني احملي شوقي إلي *** أعلام تلك الحضرةِ الزهراءِ

و رثاه العلامة الأديب حمدا ولد التاه بقصيدة منها :

كراي يا ركن التدين والهدى * ** بحر المعارف والمــــــروءة والندى
كراي يا بحر العــلوم وبرها *** كراي يا بدر الفــــــتوة والجـــــدى 
إن أنس لا أنســاك في أندائنا *** في ساحة المحراب تخطب مسجدا
تتلو كتاب الله تـــشرح ســره *** تروي الحديث المستفيض المسندا 
تروي فروع الفقه وهي طرية *** تروي الأصول مخصصا و مقيدا
تروي عقيـــــــدة سنة ما شابها *** خطأ يشــــــوه وجهـــــــها فلتحمدا
وإذا أتتك من البلاغة نكــــته *** فيــــــها المجاز موشـــحا ومجردا
قابلتها بالشرح ثم بنـــــــيتها *** بقــــــريحة تحكي النضار العسجدا

نقلا عن صفحة المختار وإبراهيم السيد