ما قام به الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني ضد رفيق دربه الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز لم يكن منه بد، فلو أنه لم يتصرف بهذه الطريقة القاسية ضد ولد عبد العزيز لكان اليوم أضحوكة بين المولاة والمعارضة يصفونه ب "البو" كما كانوا يصفون الرئيس الأسبق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله الذي جاء به ولد عبد العزيز من خارج البلاد ليجلسه على كرسي الرئاسة الموريتانية..
وأنا متأكد أن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني كلما خلا بنفسه يؤنبه ضميره على ما فعل لأخيه وصديقه الذي كان محل ثقته وكان أقرب وأعز الرفاق إليه حيث قلده أكبر وأهم المناصب في الدولة ولم يتوقف عن ترقيته في المناصب السامية حتى ترك له كرسي الرئاسة أعلى منصب في الدولة..
وكان الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز قادر عن ترشيح أي شخص يختاره ليخلفه في القصر الرمادي، لكن ثقته العمياء في رفيقه محمد ولد الشيخ الغزواني لم تتركه يفكر في غيره لحظة واحدة..
وهذا يجعلني لا أستبعد أن يكون توقيف ولد عبد العزيز قبل المقابلة التي كان يريد إجراءها أمر صادر من الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني نفسه لمنع رفيق الأمس من صب جام غضبه عليه أمام الشعب الموريتاني وكشفه عن حقائق ستؤدي إلى تفاقم الخلاف بينهما، وذلك ما يسعى ولد الغزواني إلى تفاديه بحثا عن طريقة مناسبة تمكنه من رد بعض الجميل لرجل وضع كل ثقته فيه..
ما أريد قوله هو ان رئيس الجمهورية محمد والشيخ الغزواني كان لابد من أن يثبت للجميع أنه هو من يحكم البلاد وليس الرئيس الذي أوصله للحكم ولن يتسنى له تحقيق ذلك إلا إذا فعل بولد عبد العزيز ما فعله، لكنه قد يسعى بعد أن أقنع الجميع بأنه ليس هو "البو" الذي كانوا يتصورون، إلى إخراج ولد عبد العزيز من الورطه المهينة التي جره إليها مرغما على ذلك..
نقلا عن صفحة حسني ولد شاش على فيس بوك