حالة من الهذيان السياسي و الإرتباك الذهني سيطرت على خطاب الرجل و على صفحته و تدويناته ، فصار يمارس الهلوسة، باعتبارها منتهى الحكمة والوطنية، فمنذ اللحظة الأولى لإشعال مواقد الكلام حول ما يسمى بالمرجعية في حزب الاتحاد ، و إنشاء اللجنة البرلمانية الإستهدافية دخل الرجل على الخط متناسيا كلمته الشهيرة و خطاباته الرعناء أمام شباب الحزب و سقوطه السافر في خطابه لهم ( الفيديو متوفر على النت) ، و ما صاحب مساره السياسي من عبث وتهريج، لا ينبغي لأصحاب الهم والدم الانشغال به، حيث كان أشبه بالبهلواني و هو يلوي أعناق الآيات لتتناسب مع ما يحمله الرجل من ابتذال و نفاق .. أطعم من جوع ، آمن من خوف، متمسكين بالرئيس .. و غير ذلك من العبارات و الشطحات التي ما فتئ يكررها طيلة استلامه لراتب معتبر من شركة السكر لينقلب على ولي نعمته مباشرة بعد انقطاع الراتب. من باب الشفقة أقول للرجل ( بالك الراصك... أرانك سال بيك الواد ) فقد خسرت بهذه الشطحات أصدقاء ومعارف كثيرين، و شوهت سمعتك السياسية المشوهة أصلا.
وفي الأخير سيدي أذكرك ببعض المعطيات : أولا : استهدافكم للشباب ووقوفكم كحجر عثرة أمام تجديد الطبقة السياسية و أمام كل المشاريع الشبابية الطموحة و خصوصا السياسية منها، بالإضافة إلى ما تسببتم فيه من مشاكل و مضايقات لأحزاب و تيارات شبابية صادقة، نذكر منها استهدافكم لحزب "حوار" الداعم لمشروع الرئيس السابق أنذاك ، و استخدامكم للنفوذ و تكليف بعض شباب حزبكم -أنذاك- بتدمير الحزب ، و تمويلكم للمؤتمر الذي قام به البعض لانتزاع الحزب المذكور من رئيسته. كلها أمور موثقة و مؤرشفة و لدينا كامل الأدلة عليها، فاركبوا موجة جديدة غير موجة الشباب فقد فقدتم ثقته و ظلمتموه. ثانيا: كنتم أول من دعى للمأمورية الثالثة و جندتم لها أبواقكم و إعلامكم لكن الرئيس رفضها و قطع أمامكم ذلك الطريق إلى الهاوية التي كنتم تنوون الوصول بالوطن إليها. ثالثا: أين كانت نزعتكم الوطنية و فطنتكم النادرة والنضالية وأنتم تستخدمون كأداة لتمرير الفساد كما زعمتم إبان ما وصفتموه بالفساد ، أم أن هنالك حاجة في نفس يعقوب كانت هي سبب سكوتكم عن الفساد المزعوم ؟ رابعا : نضالكم الالكتروني و حكمتكم الفسيبوكية التي توزعونها في كل تدوينة و إطلالاتكم الإنتقامية و انتقاداتكم االمتأخرة بعد كل مؤتمر أو نشاط للرئيس السابق قد جاءت متأخرة للأسف.. فلم تعد تتماشى مع الموضة السياسية الحالية ،و محاولاتكم الدائمة للنيل و المساس من الرمز و الرئيس السابق تذكرني بقول الشاعر : كناطح صخرة يوما ليوهنها ... فلم يضرها و أوهى قرنه الوعل. والتعلموا يا سيدي أن استرداد الثقة لا يكون بالنيل من أعراض الناس و خداعهم بالمثالية الزائفة فلم يعد ودكم المتكلف و المتلون مطلبا لدى أي كان فالكل يحفظ قول الشاعر:
ولا خير في ود امرئ متملق إذا الريح مالت مال حيث تميل