قد قررت أخيرا بعد جهاد مع النفس أن أشارك في الحرب المعلنة الآن ضد الفساد و تحديدا فساد العشرية الماضية ، فصمتي و دفاعي المستميت عنها يجعلاني شريكا في الجريمة...
لكنني لا أريد لمشاركتي في هذه الحرب أن تكون بالتدوين فقط كما يفعل المدونين المأجورين و لا بالتحريض و بث الشائعات كما تفعل المواقع الموجهة و لا بكيل التهم كما يفعل العوام المغرر بهم...
أريد من لجنة محاربة الفساد أن تمنحني فرصة تاريخية للمشاركة الفعالة في هذه الحرب فتمنحني جرافة و فريقا من العمال الأقوياء لأبدأ خطة عملي التي ستكون كالتالي :
- سأبدأ من قلب العاصمة فأسوي العمارات الشاهقة بالأرض و أعيد بناء منازل بلوكات المتهالكة الآئلة إلى السقوط فأتوجه بعد ذلك لمستشفى الأونكولوجيا فأسويه بالأرض و آمر نزلاءه بالبحث عن علاج خارج أرض الوطن ، سأتوجه لمبنى الوزارة الأولى الكبير و أهدمه و أعيد كل ما فيه و من فيه للمبنى القديم و القديم جدا ، سأبعث الروح من جديد في شبه الجامعة القابع في كبتال طبعا بعد أحول الجامعة الجديدة إلى أراضي خالية يتقاسمها ذوي النفوذ ، سأصدر أمرا بالإخلاء الفوري لمستشفى الأمومة و الطفولة و أطلب من معالي الوزير الأول و أسرته الكريمة الانتقال للسكن فيه ، سآمر ببناء حواجز قوية و تركيب كاميرات مراقبة و رفع علم الكيان الصهيوني و سأمهل طاقم السفارة الاسرائيلية 48 ساعة للعودة للبلاد ، في طريقي لهدم مطار أم التونسي الجديد سأقوم بمحق قصر المرابطون و إعاد الحياة لقصر المؤتمرات القديم.....
سأصدر أوامر فورية بإغلاق القنوات الخاصة ، سأرسل برسائل للجامعتين العربية و الافريقية للاعتذار عن تنظيمنا للقمم...
سأخفض رواتب الموظفين و أعيد السقف الأدنى للأجور لسيرته الأولى ، سأهدم ثانويات الامتياز و المدارس العليا و المعاهد...
سأهدم كل الطرق المشيدة في الحي الساكن و آمر الناس أن يحتلو الشوارع احتلال عشوائيا ثم أعيد ساكنة الترحيل لمساكنهم الأولى...
سآمر صوملك بالعودة فورا لعهد النقص في الكهرباء و قطعها عن جميع المدن و القرى التي زودت بها في عهد الفساد..
لكن ماذا أنا فاعل مع مصحف شنقيط ، إذاعة القرآن الكريم ، قناة المحظرة؟..
ذكروني إن أنا نسيت شيئا من معالم الفساد الكبرى...
إن كان هذا فسادا فأهلا بالفساد ، و إن كان منجز كل هذا مفسد فنحن نحب المفسدين...