تعاني الدولة الموريتانية منذ فترة؛ من بين ما تعاني؛ من جماعة من المرتزقة تعيث في الوطن فسادا، وتتستر على أعمالها بالولاء المزيف والخداع، وتسيير مع الحاكم أيا يكن، ترافقه كالظل، وتخدعه، كالطفل الصغير، حتى إذا أخذت زخرفها وأحكمت عليه حلقات قبضتها، لفظته للعسر فتتركه يصارع معاناته وأناته، وصنيعه، وحيدا.
واليوم تعود تلك الزمرة لتتظاهر من جديد وكأنها هي من رشحت ولد الغزواني، والسبب المباشر في فوزه، رغم أنها في الحقيقة، لم تصوّت له، بل منحت أصواتها لبيرام ولد أعبيد وسيد محمد ولد بوبكر، وتعود هذه الزمرة للتظاهر وكأنها هي من أسس الحزب الحاكم، تتصدر المشهد باثواب جديدة من النفاق والتزلف، محاولة إحكام القبضة على كل شيء، وفي ذات الوقت تقوم بتجنيد أعوان لها يخدمون في شتى المجالات من الإعلام إلى السياسة إلى العلاقات الاجتماعية، وتخطط لطريق العودة، بهدوء، وبسلام، إنهم من خدعوا الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز ومن سبقوه من الرؤساءـ وها هم اليوم يتظاهرون بالولاء المزيف ليفعلوا بولد الشيخ الغزواني كما فعلوا بسابقيه.
إن أغلبية هذه المرتزقة المعروفة بالتظاهر بالولاء المزيف، توجد في الحزب الحاكم وفي القصر الرئاسي في الحكومة وفي الوزراة الأولى وفي الإدارات، ومن بينها رجال أعمال معروفين، يتوددون للسلطة من أجل الحفاظ على ما نهبوا من أموال الشعب بشتى الوسائل، ولا يناصرون اي اتجاه سياسي سوى ما يخدم مصلحتهم الخاصة، كل هؤلاء الذين يحتفظون بمكانتهم رغم أن وجوههم معروفة لدى الجميع، وإنما يقومون بارتداء قناع جديد لكل مناسبة ولكل مرحلة سياسية جديدة، ليتظاهروا وكأنهم هم من يخدم الوطن وهم من صنع الرئيس نفسه، إنهم كالسرطان القاتل في جسم الدولة، وهم خلف عمليات الفساد، والظلم واحتكار الوظيفة والمكانة،
واليوم حان دور ولدالغزواني لينتبه لنسفه قبل أن يسقى من ذات الكأس التي شرب منها الرؤساء السابقين من معاوية ولد الطائع إلى سيد ولد الشيح عبد الله وغيرهم، لذلك فإننا ننصح رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني نصيحة صادقة، لا نريد من خلفها جزاء، ولا شكورا، أن يحذر من هذه الفئة المرتزقة التي لاهمّ لها سوى مص دماء المواطن،وأن يبدأ من الآن في سد الطريق أمامهم، وتنقية الدولة منهم، فقد سبق لنا وأن قدمنا هذه النصيحة الصادقة للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز ولم بعبأ بشيء حتى وقع في الفخ وذاق كس الغدر.
يا سيادة الرئيس وأنت أدرى منا بكل شيء، ليس من بين من هم معك من الصادقين ويصدقونك بالحق، سوى مدير ديوانك، الذي يعمل معك كالأخ المخلص، أو القادة العسكريين والأمنيين، والجنود البررة، الذين يعرفونك ايام كنت قائدا للجيوش، ونكرر إن المؤسسة العسكرية والأمنية، هي الصادقة معك، ونجدد لك النصيحة، أن تحذر من هذه المرتزقة.
ياسيادة الرئيس إنك تملك كنزا من المثقفين والأطر الأكفاء وأصحاب الخبرة والتجربة، الذين أغلق دونهم الباب، وبقوا يتفرجون على الواقع من بعيد، وهم من الداعمين لك بصدق، فليتك تمنحهم فرصة لخدمة وطنهم من قريب.
ياسيادة الرئس بعض منهم معك، هم معك فقط للتمكن من حماية ما سرقوا من أموال الشعب، وبعضهم معك فقط، للمحافظة على وظيفته، ولا علاقة له بهموم المواطن البسيط، ولا بتقدم الوطن.
ياسيادة الرئيس لقد ترشحتم مستقلا مدعومين من طرف بعض الصادقين معك من أبناء الوطن المعروفين، بعضهم اليوم خارج الحلبة ينظر من بعيد بعد أن اغلقت دونه الطريق، لكن ما إن نجحتم وجلستم على الكرسي، حتى جاء المرتزقة وأصحاب المصالح، وها هم اليوم يحكمون قبضتهم على كل شيء، فالحذر الحذر قبل أن يفوت الأوان.