كثر الحديث و النقاش هذه الأيام عن مدارس "الامتياز" و "الثانوية العسكرية" و عن دور هذه المؤسسات في النهوض بالتعليم في هذه البلاد.
و من اللافت للإنتباه هو التعارض الواضح في تقييم دور هذه المؤسسات.
رغم ماعرض من أفكار و آراء قيمة من كل الأطراف الا ان هنالك جوانب يجب التنبيه إليها :
١- مشكلة التعليم (ككل معضلة مركبة و متشعبة) لا تقبل حلول جذرية و نهائية.
٢- كثر الكلام عن تشخيص المشاكل التي يعاني منها قطاع التعليم بالرغم أن الأولى أن يتم الحديث عن الاهداف المنشود من رسالة التعليم و البحث عن استراتيجية للوصول إلى الأهداف المنشودة.
٤- لابد من النظر إلى التعليم في إطار اشمل كمكون من مكونات الدولة الموريتانية. فأهم المشاكل التي يعاني منها التعليم هي ناتجة عن الطريقة التي يتم بها الولوج إلى سوق العمل.
٥- من الاختلالات التي يعاني منها نظامنا التعليمي هو إعطاء أهمية مبالغ فيها للعلوم الطبيعية و الرياضيات علي حساب العلوم الإنسانية و هو ما خلق خلل كبير في تكوين الإنسان الموريتاني.
٦-إن التركيز لمدة عقود على تكوين أجيال من مهندسين و تقنيين و أطباء وترك البقية الساحقة من الموريتانيين يضيع مستقبلهم بسبب سياسات تعليمية فاشلة هو ما أدى إلى الاختلالات التي يعيشها المجتمع المريتاني حاليا : من مشاكل الوحدة الوطنية و تدني الحس الوطني و سوء التسيير.
٧- ان الهدف الاساسي للتعليم يجب أن يكون بناء مواطن موريتاني صالح و تعزيز اللحمة الوطينة وليس تكوين مهندسين وخبراء.
٨- يجد اعطاء اهمية أكبر للعلوم الإنسانية لأنها هي التي تمكن من بناء الإنسان.
فليس من المهم أن تكون عبقريا في الرياضيات اذا لم تكن مواطنا صالحا.