الشعب المغربي- كما عرفناه- من أكثر الشعوب مناصرة للحق الفلسطيني، ومناكرة للتطبيع، وبكل أطيافه السياسية، حتى يهوده أنسهم، فبعد مجزرة غزة 2009, نظمت اليونسكو محاضرات ضد المحرقة، وكانت إحداها في المكتبة المغربية الوطنية بالرباط، وكان أول من انبري للمحاضرين الأديب الروائي اليهودي ادموند المالح، فسفه منظمة اليونسكو وسخر منها قائلا: إن المنظمة الدولية كان الأولى بها أن تنظم هذه المحاضرات العابرة للقارات عن المجازر المشهودة المحققة التي ارتكبتها إسرائيل في غزة ودخلت محرقاتها كل بيت عبر شاشات التلفزيونات العالمية....بدلا من إهدار مال المنظمة وجهدها ومبادئها في المحاضرات عن محرقة مشكوك في صحة وقوعها، وحتى لو صحت فليس مقترفوها هنا... ولأن المتدخل يهودي لم يكن هناك قابلية لاستخدام تهمة "معاداة السامية" الجاهزة....
اليوم تعبث المصالح السياسية بالعقيدة والمبادئ والمنهج والإيديولوجيا الحاملة وسم الإسلام، وتختار الأقدار أن يكون هذا السقوط في الهاوية السحيقة واصما لفارس كان من أكثر المناهضين للتطبيع، ومن أكثر المثقفين الرافعين أصواتهم وأقلامهم بذلك....
ولو كان غير العثماني هو بطل هذا المشهد المخجل لكان الأمر اكثر تقبلا لدي المشاهد العارف لتعقيدات السياسية....
نحن نعرف ان مواقف الحكومات العربية من "التطبيع" تكاد تكون مثل أحجار لعبة الدومينو، حين يسقط بعضها تسّاقط إثره تباعا.... تقلبات مواقف الساسة الزئبقية عادية ومتوقعة، لكن سقوط حاملي شعار الثقافة والفكر والمبادئ مريع.... لا تسطيع كمامة كورونا ان تخفي الحرج المفترض هناك، ولا تسطيع قوة القبضة ان تخفي الإحساس بحرارة الدم العربي الذي غرقت فيه يد المطبع المطافحة يد القانل الأثيم
من صافحت يده يد السفاح
تغرق كفه.. بدماء شعب قتلهْ
ذلك بيت قلته في الرباط بعد مجزرة جنين 2002
والحمد لله على الثبات على المبدأ، نستعيذ به من الحور بعد الكور. ونسأله أن يمدنا دائما ب "العواصم من القواصم"
فأف من الحياة.. وأف مني***ومن زمن سياسته الخساسهْ