قمت رفقة السيدين الفاضلين :
- الأستاذ الباحث سيد محمد ابن أبهاه
- الأستاذ الباحث سعد بوه بن محمد المصطفى
مساء أمس الأحد :14 شعبان 1442 الموافق: 28/03/2021 بزيارة مباركة لأسرة أهل سيد البشير السباعي بمقاطعة دار النعيم -انواكشوط -
الزيارة تدخل ضمن مبادرة تسعى لجمع ونشر التراث والتعريف بأعلامنا وما خلفوه من إنتاج فكري في شتى حقول المعرفة؛
والذي هو في أمس الحاجة لمن ينتشله من ٱفة الإهمال والضياع .
والعلامة الحافظ المتقن الولي الصالح صاحب الكرامات سيد البشير بن السيد بن أمبارك بن إبراهيم الجمودي السباعي .
هو أحد كبار العلماء والأعيان ترجم له المؤرخ المختار بن حامد فذكر مكانته العلمية وقوة حفظه للقرٱن الكريم وإتقانه.
فذكر أنه في يوم واحد تخرج على يديه ستون حافظا .
وترجم له المؤرخ سيداتي بن الشيخ المصطفى الأبيري في كتابه " إماطة القناع عن شرف أبناء أبي السباع " وذكر مكانته وأسرته الشريفة.
توفي حوالي: 1357 هجرية.
وقد عقب العلامة سيد البشير ولدين هما : الفقيه لحريطاني والعلامة الفقيه أحمد باب ومنهما انتشرت الأسرة الشريفة .
وقد كانت هذه الزيارة فرصة مباركة مكنتنا من الاطلاع على التراث العلمي لهذه الأسرة الكريمة .
وقد شرفنا بشروح مباركة وافية من طرف حفيدات العلامة سيد البشير فاطمة والسالكة بنات العلامة أحمد باب عن الأسرة ومكانتها.
فتعرفنا من خلال هذه الزيارة على الكثير من مٱثر ومفاخر هذه الأسرة الشريفة .
وأحسن القائل:
مَا الفَخْرُ إلا لأَهلِ العِلمِ إنَّهُمُ ..
على الهُدَى لِمَن اسْتَهْدَى أَدِلاَّءُ
وقَدْرُ كُلِّ امرِئٍ مَا كان يُحْسِنُهُ..
والجَاهِلُون لأَهلِ العِلمِ أَعدَاءُ
فَفُزْ بِعِلْمٍ تِعِش حَيًّا بِه أَبَدا..
النَّاسُ مَوتى وأَهلُ العِلمِ أَحْيَاءُ
وهذه نظرات حول مكتبة أسرة أهل سيد البشير السباعي .
أولا: أنها تدل بجلاء على مكانة هذه الأسرة الشريفة حيث تنوعت مجالات الكتب والعناوين من فقه وقرٱن ولغة ...الخ مما يدل بجلاء على مدى اهتمام أعلام الأسرة بالكتب.
وقد وقفنا على نسخة من شروح تحفة ابن عاصم قام بنسخها العلامة أحمد باب بن سيد البشير .
ثانيا: تحتوي المكتبة على كتب مطبوعة طباعة قديمة؛ ويلاحظ المتصفح لها تلك التقاييد المفيدة بخط علماء الأسرة كسيد البشير وأحمد باب .
ثالثا: في المكتبة مصاحف مخطوطة جميلة؛ وقد ضبطت وفق مقرإ الإمام نافع رحمه الله؛ أحدها بخط الفقيهة فاطمة بنت سيد البشير رحمها الله.
والٱخر بخط الفقيهة الغالية بنت سيد البشير - رحمها الله - وكانت تنقصه بعض السور والأثمان قامت الفقيهة الشريفة لميكف بنت حمودي بن أحمد المكي - حفظها الله - بكتابتها كتابة جميلة.
وهذا يدل بجلاء على ما كانت عليه نساء الأسرة من العلم والفقه والاهتمام به .
وهو ما أثار إعجابنا بحق.
رابعا: في المكتبة الكثير من الوثائق التاريخية المهمة .
وفي ختام الزيارة المباركة أطلعتنا الباحثة السالكة أحمد باب على بحث نفيس - مرقون - ألفته عن أسرتها وأعلامهم الأجلاء وما خلفوه من تراث علمي مبارك.
وختاما هذه دعوة اوجهها لشبابنا أن يهتموا بتراث الٱباء والأجداد وأن يقوموا بنفض الغبار عنه.
وأن يسيروا على نهج سلفنا الصالح ففي ذلك نجاحهم وفلاحهم .
قال تعالى :( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنين ) .
بقلم :
د/محمد الأمين ابن الشيخ أحمد