ليس من عادتي الرد على الكتابات التى يكتبها البعض عني؛ لعلمي أن النقص من طبيعة البشر وأن هواية النقد والتجريح سلوك يسير عليه البعض لاعتبارات متعددة ليس هذا محل ذكرها.
لكن المؤسف له حقا أن بعضهم يخوض في أمور لا يعلم حقيقتها ولا كنهها؛ وقد جاء النص القرٱني صريحا في التحذير من هؤلاء فقال سبحانه :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) .
انطلاقا من كل ذلك أقول إني حضرت مساء يوم السبت الماضي 10/04/2021 بانواكشوط لافتتاح ندوة عنوانها " رمضان شهر القرٱن " منظمة من طرف فرع مؤسسة رسالة السلام العالمية للدراسات والبحوث الإسلامية بموريتانيا .
وقد بينت في كلمتي الافتتاحية مكانة القرٱن الكريم في شهر القرٱن شهر رمضان وأنه على المسلم أن يغتنم فرصة رمضان ويجعله مجال تدارس لكتابه سبحانه ... الخ
ثم توالت عروض الندوة بعد ذلك من طرف المحاضرين بعضها في صميم موضوع الندوة؛ وبعضها لاحظت فيه الجنوح عن منهج أهل السنة سواء فيما يتعلق بالقرٱن الكريم أو السنة النبوية المطهرة .
حيث قال بعضهم أمورا تتعلق بالنسخ في القرٱن وأبدى عليه بعض التحفظ .
وٱخر قال إن فكرنا يقصي الٱخر ولا يقرأ عن بقية الطوائف والفرق الأخرى ...
إلى ٱخر ما قالوا من أفكار خاطئة قطعا ومردود عليها .
فما كان مني إلا أن تناولت الكلام مرة ثانية وحاولت بما سمح به الوقت بالرد عليهم ورفع اللبس عما قالوا من أمور يظهر فيها الطعن في سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام والتشكيك في نصوص الوحي .
حيث بينت أن القرٱن الكريم هو دستور هذه الأمة ونصوصه قطعية الدلالة وبينت أن النسخ في القرٱن الكريم ثابت وقد ألف فيه علماؤنا وجمعوه وبينوا أنواعه ..الخ كالإمام السيوطي وغيره
وبينت كذلك في ردي عليهم أن ديننا الحنيف لا يقصي الٱخر ابدا وأنه تدرس في جامعاتنا ومعاهدنا الفرق والأديان المختلفة ... الخ
وقد سجل كل ذلك من طرف الإعلاميين ممن حضروا الندوة.
ومن حضرها يشهد على ما قلت ودافعت به .
وقد انطلقت في ردودي عليهم من منهج الشيخ الدكتور مصطفى السباعي - رحمه الله - وهو يدافع عن السنة النبوية المطهرة في كتابه الشهير - السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي - حيث رد على شبه المستشرقين ومن سار على نهجهم.
وقد كان هذا الكتاب مقررا علينا أيام الدراسات العليا بالمغرب في وحدة متخصصة في علوم السنة النبوية .
وقد عشت لله الحمد مدافعا عن سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام ناصرا لها وقد انجزت عدة بحوث تتناول هذا المجال .
كما أنشأنا مؤخرا مسابقة لاختيار أحسن بحث في السيرة النبوية المطهرة .
وحضرت وافتتحت العديد من ندوات نصرته عليه الصلاة والسلام.
فحاشا أن أساند أو أدعم من يسير على نهج الخذلان وطمس البصيرة ممن أرادوا بعقولهم القاصرة التعرض للوحيين فضلوا وأضلوا .
وكل من يعرفني يعرف ذلك عني حق المعرفة.
( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )
وكتبه ..
د/ محمد الأمين شيخنا الشيخ أحمد
مدير التوجيه الإسلامي