نواكشوط/ محمد البكاي/ الأناضول
تشهد مدن موريتانية عديدة فعاليات تضامنية مع الشعب الفلسطيني، في مواجهة عدوان إسرائيلي متواصل داخل أراضي 1948 والضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس، وقطاع غزة.
ومنذ 13 أبريل/نيسان الماضي، تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ جراء اعتداءات "وحشية" ترتكبها شرطة إسرائيل ومستوطنوها بالقدس، خاصة المسجد الأقصى ومحيطه وحي "الشيخ جراح" (وسط)، في محاولة لإخلاء 12 منزلاً فلسطينيًا وتسليمها لمستوطنين.
البداية في موريتانيا كانت بوقفات احتجاجية محدودة نظمتها "المبادرة الطلابية لمناهضة الاختراق الصهيوني والدفاع عن القضايا العادلة" (هيئة غير حكومية)، لكن مع تزايد الاعتداءات الإسرائيلية تصاعدت حملات الدعم لفلسطين.
** سيل من البيانات
وحرصت الأحزاب السياسية، لاسيما "الاتحاد من أجل الجمهورية" الحاكم والأحزاب الممثلة برلمانيا، على إصدار بيانات تطالب بإنهاء "الهمجية الإسرائيلية" والإسراع بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وفق القرارات الدولية.
وبجانب الأحزاب، أصدرت هيئات ومنظمات موريتانية، بينها نقابتا المحامين والصحفيين والنقابات العمالية، بيانات تدعو لدعم المقاومة الفلسطينية.
وأعلنت "هيئة العلماء الموريتانيين"، في بيان، اعتزازها بتضحيات وصمود الشعب الفلسطيني، داعية إلى دعمه ماليا ومعنويا.
وأكد مفتي موريتانيا، العلامة أحمد ولد لمرابط، أن الشعب الفلسطيني هو أحق مستحق للمؤازرة، ماليا ومعنويا، "في وجه البطش الصهيوني".
ورسميا، أعربت الخارجية الموريتانية، في بيان، عن إدانتها للعدوان الإسرائيلي، داعية المجتمع الدولي لوقف مسلسل التهجير والاستيطان بالأرض المحتلة، وإنهاء معاناة الفلسطينيين.
كما دعت إلى عقد قمة مغاربية طارئة على مستوى وزراء الخارجية بشأن فلسطين.
الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، تلقى اتصالا هاتفيا من رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية.
وأكد ولد الغزواني، خلال الاتصال، دعم بلاده للقضية الفلسطينية حتى زوال الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشريف.
** حملات تبرع
وأطلق "الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني بموريتانيا" (هيئة غير حكومية) حملة شعبية لإغاثة الشعب الفلسطيني.
ويشرف على هذه الحملة رئيس "مركز تكوين العلماء"، العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو.
كما أطلق الحزب الحاكم حملة تبرع، بمشاركة نواب برلمانيين وسياسيين، للمساهمة في إغاثة الفلسطينيين، في ظل دمار شامل سببته آلة الحرب الإسرائيلي في غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني نسمة.
** أمسيات تضامنية
وشهدت العاصمة نواكشوط أمسيات تضامنية مع الشعب الفلسطيني، تضمنت قراءات شعرية داعمة للمقاومة ومتضامنة مع أهالي القدس.
ومساء الأربعاء، كانت نواكشوط على موعد مع أكبر مسيرة حتى الآن، حيث شارك فيها آلاف الموريتانيين ورؤساء مختلف الأحزاب السياسية (من معارضة وموالاة).
وعادة ما تشهد التجمعات الموريتانية قراءات شعرية دعما لفلسطين والمقاومة، في ظل ولع الموريتانيين بالشعر، حتى لُقبت موريتانيا بـ"بلد المليون شاعر".
** إجماع موريتاني
وأكد نواب برلمانيون، للأناضول، وجود إجماع داخل الشارع الموريتاني حول القضية الفلسطينية.
وقال النائب العيد ولد محمد إن "حجم التضامن الموريتاني مع الشعب الفلسطيني رسالة من مختلف القوى الحية بالبلد لصناع القرار في العالم بأن عهد الصمت على الجرائم قد ولي".
وأضاف ولد محمد للأناضول أن "الفلسطينيين يسطرون كتابات خالدة في مسار النضال في التاريخ ضد الظلم ولتطبيق مقتضيات القانون الدولي وحقوق الإنسان".
وقال النائب الخليل ولد أنحوي إن أقل الواجب هو أن "نؤكد للفلسطينيين أننا سند وظهير (لهم)، وأن دمهم دمنا وفلسطين فلسطيننا، ولن نفرط فيها".
وتابع ولد أنحوي للأناضول أن "الحرب الحالية تجعل العالم مدعوا ليستيقظ ويكف عن التفرج ببرودة دم على مأساة الفلسطينيين".
وأردف: "المقاومون في غزة والقدس وسائر فلسطين يشقون طريق الكرامة والحرية والعزة للأمة كلها بدمائهم الزكية".
فيما دعت النائبة "أنسيه با"، عبر الأناضول، إلى استمرار حملات الدعم الموريتانية للشعب الفلسطيني.
والخميس دخل العدوان الإسرائيلي على غزة يومه الـ11، وبلغ عدد ضحاياه 230 شهيدا، بينهم 65 طفلا و39 سيدة و17 مسنا، بجانب 1710 جرحى، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية بالقطاع.
فيما استشهد 29 فلسطينيا، بينهم 4 أطفال، وأُصيب قرابة 7 آلاف بالضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس، خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، يستخدم فيها الرصاص الحي والمعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.
وبحسب "نجمة داود الحمراء" الإسرائيلية، قُتل 12 إسرائيليا وأصيب أكثر من 600 آخرين، خلال رد الفصائل الفلسطينية بإطلاق صواريخ من غزة، ما سبب أيضا خسائر اقتصادية.