الرئيس السابق محمد ولد العزيز انقلب على نظام الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع لإنقاذ موريتانيا من السقوط في الهاوية وليس حبا في الجلوس على كرسي الرئاسة..
لو أنه كان يرغب في ذلك لقام بفعل ما يلي:
لم يقطع العلاقة مع إسرائيل أو أعادها بعد قطعها..
ترك الحبل على الغارب للمفسدين..
قسم مداخيل ثروات البلاد على زعماء الأحزاب وشيوخ القبائل..
أعطى لزعيم إيرا رئاسة الوزراء..
طأطأ رأسه وعمل بوصايا فرنسا وملوك وأمراء الخليج..
ضاعف رواتب النواب والجنرالات ورجال الأمن والجواسيس..
لكنه لم يأت إلى السلطة من أجل أن يخلد فيها مثل غيره من رؤساء الدول الإفريقية.. بل جاء لينقذ وطنه من الأزمات والكوارث التي كادت تعصف به لولاه..
الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز لم تكن موريتانيا قبله دولة ذات سيادة كاملة على ترابها ولم تكن دولة تترأس الدول وتقودها ولم تكن دولة قوية بجيوشها وأمنها الوطني تقترح على فرنسا إنشاء مشروع أمني في المنطقة يحميها من المنظمات الإرهابية G5 مثلا..
ولم تكن دولة تحترم الديمقراطية وحقوق الإنسان وتفتح باب حرية التعبير أمام جميع المواطنين وتحترم الرأي الآخر.. ولم تكن دولة تنظم القمم العربية والإفريقية في فترة واحدة..
وما نشاهده اليوم من محاولات فاشلة لتجريم العشرية وتقزيم قائدها تعود أسبابه إلى محاربة ولد عبد العزيز لشبكة المافيا التي كانت تتحكم في البلاد قبل الانقلاب على حكم الرئيس معاوية ولد الطايع حيث تم إبعادها عن المشهد السياسي بعد تفكيكها وضرب مصالحها في البلاد..
هذه المافيا الخطيرة تمكنت من تأليب الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله رحمه الله على من جاء به إلى كرسي الرئاسة لكن خطتها باءت بالفشل وأدت إلى إبعاد ولد الشيخ عبد الله عن الحكم..
ويبدو أنها أي مافيا الفساد في عهد ولد الطايع نجحت خطتها الخبيثة مع بداية حكم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني الذي غدر بمن جاء به أيضا إلى كرسي الرئاسة..
كل المؤشرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية اليوم توحي بتدهور وضع البلاد في مختلف المجالات الأمنية والصحية والتعليمية والحقوقية والسياسبة.. الفساد تضاعف وجرائم القتل والاغتصاب تضاعفت وانتشار المخدرات وارتفاع أسعار المواد الغذائية الضرورية وتضييق الحريات إلخ...
كل هذه المشاكل تضاعفت كثيرا في ظرف قصير وهذا كله يؤكد أن الدولة غائبة اليوم وتتحكم فيها شبكة مافيا الفساد القديمة التي كانت تسيرها قبل انقلاب أغسطس 2005.
حسني شاش