بعد إنقضاء سنتين من الحكامة الحارثية الغزوانية خفتت أصوات صدعت الرؤوس بالخطابات النارية الجوفاء ، المعارضة التي كان من الأجدر لغويا " حذف ميمها وكسر رائها "، كانت تنشر خطابات وبيانات ، تنتقد الواقع المعاش ، وتدخل في حوارت سرية مع النظام السابق " وذاك لعمري ديدن العارضات" ، تسرب من تلك اللقاءات الخِدنية ، مايشي بأنانية تلك المعارضة وشخصنة مطالبها ، وهو ما بات اليوم واضحا من خلال ، إنبطاح بعض قادتها وتبرير البعض الآخر لأخطاء النظام ومسايرته بالصمت فلاتسمع لها همسا ، أما ما أتفق على تسميته بالتهدئة السياسية فلايعدو كونه بندا من مكونات صفقة أبرمت بليل بين النظام وماكان يعرف إصطلاحا بالمعارضة ، والخاسر الأكبر هو الشعب الموريتاني .
عندما بدأ الرئيس محمد ولد عبد العزيز بالكلام عن فشل النظام وتمالؤه مع المعارضة على تخريب الوطن ، تحدث عن فضيحة منجم التماية وأبدى تخوفه على شركة سوماغاز التي أظهرت الأيام مشروعية تخوفه عليها ، وتعهد بالحديث عن الطاقة في خرجة لاحقة وأجرى مقابلة مع قناة أفرانس 24 تم تغييبه في سجن قسري ظالم ، فأطل علينا الرئيس محمد ولد الغزواني، من مدينة روصو بخطاب إنتزع إذنه بشق الأنفس ، وأخبرنا أن هنالك لجانا عاكفة على قانون يقيد النشر أويحد من حريته ، وبعد أيام خرج علينا وزير عدله ، ليخبرنا أن الرئيس حجز مكانا بين النشيد والعلم ليصبح رمزا من رموز الوطن ، القانون الذي أثار جدلا واسعا وتم تأخير عرضه على البرلمان للدورة القادمة ، بيد أن قانون الرموز لم يضف جديدا حيث دأب هذا النظام منذ وصوله لسدة الحكم على إسكات المنتقدين ترغيبا أوترهيبا ، لتنعم المزرعة الغزوانية بالهدوء .
اليوم في ظل سكوت المعارضة وتمالؤها مع النظام على حساب الوطن بات الصوت الوحيدة الذي يصدح بالحق وقوفا إلى جانب الشعب المغلوب على أمره هو صوت القائد محمد ولد عبد العزيز ومناصريه الذين لم يثنهم الإختطاف والتخويف ، وبعض المدونين من أحرار الوطن الذين دفع البعض منهم الثمن من حريته ومصالحه ، أما مدوني المهجر فقد تعرضوا للتهديد والوعيد وبعد أن عجزوا عن إسكاتهم إستخدموا حرب التبليغات القذرة لتقييد صفحاتهم .