كنت أخطط أصلا لكتابة مقالة حول مفهوم السلم في بعض الإتفاقيات الدولية كما درستها لطلابي في الجامعة :
إلا أنني تلقيت دعوة كريمة من معالي فضيلة الشيخ عبد الله ابن بيه رئيس منتدى أبو ظبي للسلم العالمي ,فلذا فضلت أن أكتب جملا مختصرة عن المؤتمر و ما دار فيه من أعمال علمية راقية .
تعتبر أعمال المؤتمر ناجحة بجميع المقاييس العلمية و لبروتوكولية من حيث حضور الفئات المستهدفة في خطاب فضيلة الشيخ الذي ألقاه في الجلسة الأولى للمؤتمر :ـ العلماء وأولوا الأمر و الشباب .
و قد أعطى رئيس الجمهورية السيد محمد و لد الشيخ الغزواني في كلمة الإفتتاح المتميزة التي ألقاها بعدا و قيمة تناسب مقام الشيخ عبد الله بن بيه و مكانة موريتانيا العلمية كذلك.
أما فضيلة الشيخ الجليل عبد الله ابن بيه فقد رسم في كلمته التي ألقاها في الجلسة الأولى خارطة طريق لما ينبغي للعلماء و أولوا الأمر و الشباب أن يتخذوه منهجا علميا عقلانيا و ذلك من خلال أسئلة محددة و جهها لكل واحدة من هذه الفئات مشيرا إلى خطورة ذلك الحريق الذي يشتعل في إفريقيا. داعيا إلى الحوار لأن الوسائل الأخرى لم تؤد إلا إلى إراقة دماء المسلمين إما عن جهل أو عن تحريف لخطاب الوضع .
فخاطب أولي الأمري بما يلي:
"و في هاذ السياق أرى أن من أهم ما ينبغي أن نبرزه في الملتقى هو الدعوة إلى إعادة الفاعلية لمبدء الحوار و المصالحة إنطلاقا من قناعتنا الراسخة التي غدت كثير من الجهات الدولية تشاركنا فيها بأن الحلول العسكرية و الأمنية و حدها غير كافية وأنه آن الأوان لنستعيد التراث الإفريقي الأصيل في التسامح و في حل المشكلات بالحوار و الوساطات و المصالحات .......)) إنتهى الإستشهاد
و لعله من البديهي أنه لامجال للحوار و المصالحة تحت حرمان الشعوب من حقها في العيش الكريم و النظر إليها بعين الرأفة و هذا لايتأتى طبعا إلا تحت حكم عادل له مصداقية لدى شعبه .
وهنا يبرز كذلك دور العلماء الأفارقة وهم كثر ما شاء الله في التوجيه و الإرشاد و التعليم.
ولعله من المفيد كذلك أن يستعيد القادة الأفارقة الثقة بالنفس مستغلين ماهو متاح من فرص في ثروات القارة و خيراتها الطبيعية ووزنها البشري الكبير في الإنتاج و الإستهلاك . و هذا ما تسعى إليه بعض القوى الدولية و الإقليمية جاهدة تحت عناوين مختلفة
كما أنه لابد من الكف عن التدخل الخارجي حتى تجف منابع التمويل وإمدادات السلاح.
و ختاما نرجوا المعذرة ممن قرأ هذه الأسطر و كان في النفس شيئ مما كتبناه,
فالخير أردنا و العلم كل العلم عند الله