يطالب البعض بحرب لاهوادة فيها على الفساد، ويعتبر الفساد مصدر كل بلاء وسبب كل تخلف -وقد صدق في ذلك- وينتقد الرتابة الملاحظة في ما يقوم به النظام في هذا الإطار - ومفعوم انتقادهم هذا- والحل عند هؤلاء على لغة د.نورالدين محمدو هو "اتفرديل"
من ناحية ثانية يعتبر البعض الحرب على الفساد مغامرة غير محمودة العواقب، فمن يشار إليهم بالمفسدين شخصيات مؤثرة وذات نفوذ، والانتخابات قريبة والمنافسة موجودة، ثم إن الكثيرين ممن يوصفون بالفساد ليسوا مفسدين، وإنما هي الدعاية والاتهام غير المؤسس.
والظاهر والله أعلم أن الفساد خطر على الدولة واقتصادها، وعلى الناس ومعاشهم ومصالحهم، ومدخل التنمية الناجحة هو محاربة الفساد بجدية ومضاء
والمؤكد أنه بدون وضوح وصرامة ضد الفساد والمفسدين - وصحيح أن بعض من يتهم بهذا الاتهام ليس كذلك - سيحصل اطمئنان في دوائر الفساد وربما يغري ذلك آخرين بالالتحاق بها.
ومن المنطقي أن لاتكون الحرب على الفساد شاملة لكل أنواعه مستهدفة لكل ممارسيه دفعة واحدة وفي وقت واحد، ولكن ذلك لا يعني عدم الشروع في هذه الحرب بالجدية المطلوبة والتواصل اللازم، التدرج ممكن فقد كان شعار الخليفة الصالح عمر بن عبد العزيز: إحياء كل يوم لسنة وإماتة لبدعة، فذلك أصل في التدرج ولكن يصاحبه الاستمرار والتواصل.