بلال الولي..

سبت, 23/04/2022 - 15:17

 بلال .. لأبيه محمود، وأمه فيطوم، كان في الأصل مولى لأولاد "خاچيل - أولاد أبيري" ..

ظهرت عليه أمارات الصلاح حدثا .. وكان زاهدا عابدا، قائما بشؤون والديه وشؤون سيده.
يروى أنه ذات مرة، كان يرعى نوقا لمولاه، وكان فصيل ناقة من النوق يرضعها، وكان الرجل يتّهم بلالا بأنه هو الفاعل ..
وفي احدى الليالي، وجد الناقة خاوية الضرع ..
فهم ببلال ..
فقال له الأخير إن ابن الناقة هو الذي رضعها .. ..
فسأل بلال الناقة أمام الرجل من رضعها .. فأجابته بلسان فصيح، أنها كانت تتمرّغ في "مراغة"، فانزاح عنها شمالها، فرضعها ولدها ..
فعجب الرجل، وخاف .. وأعتق بلال ..

ويروى أيضا أن أسياد بلال فوجئوا ذات يوم بمبعوث وصل إليهم من طرف الشيخ محمد المامي، وكان يحمل رسالة مختصرة تقول "يقول لكم الشيخ محمد المامي إن الأولياء لا يستبعدون وإن بلال ولي" 

غادر بلال مضارب قومه .. وهام في سياحة أوصلته للولي المجاهد العالم، الشيخ ماء العينين .. فصحبه .. لكن ما لبث أن "صدّره".

ولما عاد بلال من سياحته .. أرسل له الشيخ سيديا، فلما قدم عليه، قام الشيخ سيديا لبلال عن فراشه وأجلسه عليه ..
ولما بدأ الحديث بينهما، قال الشيخ سيديا لبلال ..
حدثني عن أغرب ما لقيت في سياحتك ؟
فرد عليه .. لن أتجاوز هذه ..
كونك أنت الشيخ سيديا، تقوم لي أنا بلال، مولى الفلانيين، عن "إليويشك" ..
وأضاف:
في بداية سياحتي، كنت أتغذّى على لبن "الفرنان"، اليتوع.
في الليالي الاولي، كان كطعم لبن النوق التي مضى على ولادتها زمن طويل، وبعد ذلك أصبح كطعم لبن النوق الحديثات العهد بالنِّتاج.

ذهب بلال إلى أحياء "اهل بارك الله"، وسكن فيهم .. و"ظهر" بالتعبير العامي.
تفرغ بلال للعبادة طوال حياته، وكان معروفاً بحسن الصلاة، وخلال مقامه بمنقطة الساحل كان محل زيارة كبار القوم وأشرافهم، ملتمسين دعاءه وبركاته.
 وفي ذات المنطقة تعرف إلى أصدقائه المقربين "أحمد يوره" و"بدالي" و"السماني"، وقد تمنى الأصدقاء الأربعة دفنهم في مكان واحد وأن يكون "لمسيحة"، وهو ما تحقق فعلاً .

من أشهر ما يحكى أنه ذات يوم قدم إليه لأول مرة أحمد يوره، وكان سيداً في قومه وعارفاً بعلوم الشريعة واللغة، ولما جلس سأل بلال أمام الحضور قائلاً: "ما هي الكرامات التي أعطتها لك العناية الربانية؟"
 فرد بلال الولي ضاحكاً "أليس من بينها أنك أنت أحمد يوره ولد العاقل، وأنت من أنت، جئت لزيارتي"؟ 
فضحك الحضور، وبدأت صداقة الرجلين التي ستتواصل حتى الدفن في مكان واحد .
وكانت للمرابط محمد فال "ببّها" ولد أحمد للعاقل جولة سنوية لأعلام الصالحين في زمنه، وكان يزور ضمنها بلال الولي.
كما كانت الولية الصالحة، آمنة منت يوسف تزوره وتتوسل به.
وكان يقول الشعر من غير تعلم .. ومن شعره ..
الحمد لله الذي وهب لي :: كلمة تقال لي بلال لي
كانت الناس "تزوره" .. طلبا للبركة والدعاء.
وقيل شعر كثير في مدح بلال من قصائد بالفصحى والشعبية.
يقول الشيخ محمد المامي متوسلا به ..
يَمُلان بركتْ بلال :: والسر إل بينُ وياك
أغفَرْ للعلمَ واجّهال:: واغرَفْ للحجماتْ امن اسماك
يملان بركت بلال :: والسر إل بيني وياه
ال من ذ الناس اذلال :: درتُ سد امبين وياه

توفي بلال .. ودفن عند "لمسيحة" في "انشيري"، ضمن مزار عظيم، يضم عددا من الأجلاء والصالحين، منهم أحمديوره ولد محمذن ولد أحمد للعاقل، و"بدالي" و"السماني"،

ويقول امحمَه ولد أحمد يوره عن "لمسيحة" ..
حيّ المسيحةَ واذرِ الدمعَ واسترحِ :: ما شئتَ ثمَّ وبالمكنون منكَ بُحِ
إن المسيحة من يمرر بساحتها :: عنه المآثم والأحزان تنمسح
وليس يخشى على آت معاهدها :: إلا انشراحا لصدر غير منشرح
يا دمنة شُربت كأسُ الوصال بها :: ما بين مغتبق منها ومصطبح
جادت عليك من الرحمان جائدة :: تسقي رياضك سقي الهمع الدلح

ويقول فيها محمد عبد الرحمان ولد ابُّو ..
يا لمسيحَه طاك العال :: ش ما طاه الموضع ثان
عندك بلال ءُ بدالي:: وأحمد يوره والسمان

كامل الود