أمانة أنتم عنها مسؤولون / المفتش عبد الناصر محمد محمد المصطفى

جمعة, 06/01/2023 - 21:49

أيها الناخبون بمقاطعة ألاك..

ها قد بدأ الموسم السياسي المرتقب يكتسح مختلف أرجاء المقاطعة،

 وبدأ سياسيوها يركضون نحوكم للاستيلاء على أصواتكم بشتى أصناف الترغيب والترهيب، والمغالطة والاحتيال.

 لقد أوشكت تواريخ انتهاء مأمورياتهم على الانتهاء؛ وبدأت كوابيس الإخفاق في الانتخابات المقبلة تقض مضاجعهم الوثيرة؛ فارتجفت بروجهم العاجية أمام هول يوم الاقتراع القادم،

 فطفق أباطرتهم يتحسسون بأيديهم المرتعشةِ قلوبَهم الواجفة خوفا من فقدان وظائفِهم السامية، ومناصبِهم العليا التي صعدوا إليها عبر سلالم أصواتكم في الانتخابات الماضية،

 وبدأ فاعلو السياسة الجُدُدُ يطمحون إلى انتزاع نصيبهم من كعكة الوطن الدسمة.

الحذرَ الحذرَ أيها الناخبون في بلديات: ألاك، وأغشوركيت، وبوحديده، وشكار، وجلوار..

افتحوا أعينكم وآذانَكم جيدا، ولا تسمحوا لأدعياء السياسةِ بحجب شمس واقعكم المرير بغربال الدعايات المضللة، ولا بنقر دفوف التضليل والتطبيل؛ فأنتم الذين في الميدان، وأنتم الأدرى بما هو كائن.. 

حكِّموا ضمائركم بحزم ويقظة، وتسلحوا بوضوح الرؤية وقوة الذاكرة؛ 

وإياكم أن تدعموا الأفاكين الذين سبق أن لدغوكم من جحر كلامِهم المعسولِ ودعاياتِهم المضللة؛ فالحر لا يُلدغ من جحر مرتين، 

وإياكم أن تنخدعوا – كذلك – بدعاياتِ ممتهني السياسةِ الجُددِ قبل إخضاعِهم لاختبارات الكفاءةِ والنزاهةِ
 والإخلاص؛

 فأغلبُ أكابر السياسة قد استمرؤوا الضحكَ عليكم، وتعوَّدوا على وقرِ آذانكم، وطمْسِ أبصاركم وبصائركم حتى يحققوا مآربهم الخاصة،

 وفي سبيل ذلك، يتخذون شتى الطرق والوسائلِ الرخيصة؛ فالغايات عندهم تبرر الوسائل؛ 

فلا هم يترفعون عن التوكؤ على الزبونية والمحسوبية، ولا يستنكفون عن الاستقواء بالقبلية والطائفية، والشياطين البشرية، بل يستخدمون جميع وسائلهم المتاحة ليصعدوا بها - مُجَدَّدًا - على أكتافكم المنهَكة إلى جنات بروجهم العاجية؛

 عندها، سيركلونكم – مرة أخرى – بأرجل الجحود والعقوق والتنكر، ليستمتعوا - هم وحدهم - بامتيازاتهم المادية والمعنوية الضخمة، وليتركوكم – وحدكم - تواجهون مشاكلَ الحياة وشقاءَها دون ذرة رأفة، أو دينار مواساة..

أيها الناخبون في كل شبر من مقاطعتنا الحبيبة، لا تتركوا ألاعيبَ سياسيي المصالحِ الخاصةِ وأباطرتِها تنطلي عليكم من جديد، وإياكم من تكرار تجربة الوقوع في حبائلهم وحيلِهم الماكرة، 

حكِّموا - بيقظة وحكمة وتجرد - ضمائركم الحية الثاقبة في سبيل اختيار الشخصِ الأفضلِ ودعمِه وانتخابِه، واعلموا أن صلاح الوطن وفلاحَ المواطن - معًا - مرهون باختيار الإنسانِ الكفؤ النزيه المخلص الصالحِ دون سواه، فإن حرصتم على اختياره أفلحتم وأفلح الوطن، وإن نجح أباطرة الفساد في استدراجكم إليهم، وإيقاعكم في فِخاخ سياساتِهم القذرة، خسرتم - حينئذ - خسرانا مبينا، وخسر الوطن بخسارتكم من جديد، وحينئذ - أيضا - سيعود المفسدون إلى بروجهم العاجية المتعالية، ضاحكين مستبشرين بصيدِهم الثمين، وسيتركونكم - مرةً أخرى - تواجهون ظروفكم الشقية البئيسة دون شفقة ولا إعانة، بل، وسيسخرون منكم ومن غبائكم المتجدد..

 فحذارِ ثم حذارِ من الوقوع في كارثة الاختيارِ السيئِ للأشخاصِ،

 واعلموا أن أصواتكم الانتخابية أمانة عظمى، ورعية أنتم عنها مسؤولون.