لم يجلب مفتش التعليم المتقاعد والسياسي المخضرم، محمد ينج ولد الشيخ أحمد خيله ورجله إلى كيفة، لاستعراض القوة أمام بعثة حزب "الإنصاف" التي زارت الولاية مؤخرا، لتقييم المرشحين للمناصب الانتخابية.
بل وجه ولد الشيخ أحمد الذي يقدم نفسه مرشحا لعمدة البلدية المركزية للمدينة، وجهه شطر ذوي العهود من سكان كيفة القاطنين بها في جميع المواسم، مجددا العهد، وموقظا قيم الوفاء لدى أنصاره من الأغلبية الصامتة.
وبهدوء صاحب الخبرة الطويلة، عرض السياسي المخضرم برنامجه الانتخابي دون بهرجة، على ذوي الشأن من الناخبين، و"الناخبين الكبار"، من قادة المدينة العريقة، ليخرج من كيفة بعهود الولاء، ودعوات النصر والتمكين.
يحمل محمد ينج خطابا متزنا وواعيا، يحرص على عدم إقصاء أي مكونٍ، فهو من الجميع وإلى الجميع، ينتمي لكل الأعراق بحكم إقامته بين ظهراني أهل القديمة وأهل الجديدة، ومن "امصيگيلة" إلى "اتويميرت"، لا يأخذ المكابرة في التعصب لأي مكون قبلي في المدينة، وإن خرج من ذرى أبرز المجموعات هناك.
يتكئ مرشح عمدة كيفة على تجربة طويلة من العمل السياسي والتجاري والمهني، فهو من أبرز الشباب النشطاء في أول انتخابات بلدية بالبلاد، ولي كيفة خاصة عام 1986، ومنذ ذلك الوقت لم يغب دوره المؤثر في إنجاح اللوائح سواء باسم الحزب الحاكم، أو أحزاب المعارضة.
وحين كان رجل تعليم وتربية، ظل بين الإدارات الحكومية لمتابعة ملفات إنشاء المدارس من العدم، أو توسيع فصولها وتثبيت المدرسين سواء في گرو -حيث يقطن- أو في كيفه، حيث عمقه الاجتماعي؛ وذلك خدمة للمجتمع والوطن، دون انتظار مقابل.
على المستوى الشخصي برز محمد ينج في التجارة شابا، ومعيلا لأسرته المجيدة، عضُدا لوالده، وهو إذ ذاك ابن ثلاثة عشر عاما، فجرب السفر في هذا السن إلى إفريقيا.
لكن الشاب الطموح لم تلهه التجارة في إفريقيا ونواكشوط وسيلبابي عن طموحه الكبير، فالتحق بالتعليم النظامي ليتخرج مدرسا ويترقى حتى التعاقد مفتشا عاما، ثم إلى جانب ذلك واصل تعليمه حتى نسل شهادة متريز من جامعة نواكشوط، متتلمذا على أبرز قادة الفكر وسدنة الثقافة، ومشاركا ومناقشا في الندوات والفعاليات الكبرى.
عودة على بدء، يُنتظر أن يُحدث محمد ينج مفاجأة مدوية في الانتخابات المرتقبة، وبدأ فعلا في زيارته الأخيرة يخلُط الحسابات، خصوصا مع عدم إعلانه الترشح من حزب معين، رغم تواصل قادة ومؤثرين به من "الإنصاف" و"حاتم" وأحزاب أغلبية أخرى، وأحلاف وتكتلات حزبية، ما زال المرشح يتخذ منها موقفا واحدا.
*فمن يغفر بمرشح الأغلبية الصامتة بين الأحزاب المتنافسة على عمدة كيفة؟*
بقلم: عبدالرحمن المقري