لم أتخذ في حياتي أثناء عملي المهني أي موقف مؤيد أو سلبي من أي طرف في موضوع أغطيه..
فعلا غضبت مني أنظمة وحاصرتني، وغضبت مني أحزاب معارضة وخاصمتني بسبب تغطياتي الموضوعية..
مثلا حينما طاردني نظام الرئيس السابق معاوية ولد الطايع، وأمر الرئيس في يوم 15 ابريل 1999 وزير الاتصال في حكومته بمنعي من العمل مراسلا في بلدي لـ "بي بي سي" وجريدة "الحياة"، كانت علاقاتي بالزعيم أحمد ولد داداه سيئة هي الاخرى بسبب تغطياتي.
ولم تمنع هذه الحالة حزب "اتحاد القوى الديمقراطية" الذي يقوده ولد داداه من إصدار بيان ورد فيه ان “مهنية عمله تسبب له مشاكل مع مختلف الأطراف بما فيها حزبنا … ودفاعاً عن مهنية العمل الصحافي، نعلن تنديدنا بسحب الترخيص الذي يعمل بموجبه الشيخ بكاي”.
وفرحت كثيرا وقتها بأن التقت شخصيات رسمية وأخرى من المعارضة في بيتي تضامنا معي.
وقد اتسمت تغطياتي بالخلو الكامل من آرائي والتحرر من مصالحي وانحيازاتي...
كانت علاقاتي بنظام ولد الطايع -حتى العامين الأخيرين من حكمه- أكثر سوءا من علاقاتي بالرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز.. ومثلما كانت تغطياتي موضوعية للأوضاع في ظل حكم الأول كانت كذلك أيام حكم الثاني..
هذا في ما يخص التغطيات الاخبارية بعيدا عن الرأي الذي أنا حر فيه..
ما أحببت عدم دعوتي إلى المؤتمرات الصحفية الخاصة بالدفاع عن الرئيس السابق.. ولم أفهم ألا ترسل إلي نسخة من آخر بيان يصدر عن فريق دفاعه..
وقد قدمت احتجاجا إلى الاستاذ محمدٌ ولد إشدو الذي هو صديقي الغالي، ووعد بألا يتكرر ذلك. وقد تكرر..
أعرف أن الاستاذ إشدو مشغول جدا.. وأنبه جماعة الاعلام أو الاتصال إلى حق الرئيس السابق في تغطية موضوعية من صحفي يحترم نفسه ومهنته..
وأعرف كذلك أن صحافتنا "موبوءة"، لكن "كل أيد تمسح عن وجهها"..
أنا آتي إلى المحكمة يوميا وأتابع بنفسي مايجري، وأنشر بعض تغطياتي في وكالة "مورينيوز"، وهي موقع موريتاني متاح.. ولن أتحدث عن تغطيات لوسائل إعلام خارج البلد، إذ ينطبق عليها ماينطبق على ما أنشر محليا..
وتوجد روابط بعض التغطيات على صفحتي هذه... ولن يجد أي طرف انحيازا ضده ولا إليه..
ولكل من لاحظ أني جانبت الحقيقة هنا، أو هناك أن يطلب التصحيح، وذلك حقه الكامل الذي أتكفل به..
أتذكر مرة وأنا أغطي محاكمة البعثيين في اجريدة أن زميلا لي كان مع جماعة من جمهور البعثيين في هذا المكان وقت إذاعة" برنامج بي بي سي الشهير "عالم الظهيرة"..وحينما أعلن المذيع عن تقرير لي في النشرة عن المحاكمة ارتفت الاصوات بكل اللعنات الممكنة" ( أكصر عمرو، العدو ، القذافي الناصري.. العميل)... وجاء التقرير... كان متوازنا ينقل بأمانة ما يقول المتهمون، ومحاموهم، وما تقول النيابة، وتدخلات رئيس المحكمة المرحوم العقيد الشيخ ولد بيده...
تبادلوا النظرات والتعليقات الائجابية : ( يويلو اظلمناه)..
التفت إليهم الزميل وقال: "أنا لم أعلق لأنني واثق من أن الرد عليكم سيكون في تقرير الشيخ".
والمسألة عادية: هم يكرهون الناصريين والناصريون يكرهونهم، لكن المراسل المتمثل في شخصي لا يكره أحدا في عمله...
الخلاصة ليطمئن أنصار الرئيس عزيز وأهله أني أكفر بالمواقف الشخصية والانتماءات أثناء العمل الصحفي...
وخارج التغطية الاخبارية لهم أيضا أن يطمئنوا إلى أنه في حال اتضح أنه ظلم لن أسكت على ظلمه... ثم إنه أيضا لا موقف معاديا لدي من الرجل..
كنت أنتقد (في مجال الرأي ) أحيانا بعض سياساته.. وفي شكل أدق كنت أذكر الائجابي وأنتقد السلبي..
و منذ خرج من السلطة أمسكت عنه..