قدم نقاد وأساتذة أدب اليوم الأربعاء محاضرات نقدية، تحت عنوان «القصيدة الموريتانية الحديثة: بنياتها الدلالية والأسلوبية، وذلك ضمن فعاليات فعاليات اليوم الثالث والأخير من الدورة الثامنة من مهرجان نواكشوط للشعر العربي، المنظم من طرف بيت الشعر في نواكشوط.
وأدار الندوة الدكتور ابو بلبلاه وحاضر فيها كل من: الدكتور محمد محفوظ، والدكتور الشيخ أحمد البان، والدكتورة مباركة البراء، والدكتور أحمد آكاه، وعقب عليها كل من: رئيس النادي الأدبي في السنغال الأستاذ فاضل غي، والمنسق الثقافي للنادي الأدبي في غامبيا الأستاذ إسماعيل أحمد دافي.
استُهلت الندوة بمحاضرة للدكتورة باتة بنت البراء حول ديوان “نقوش مسافرة” للشاعر الشيخ ولد بلعمش
(قراءة للبنية التركيبية والإيقاعية)، وتقول الدكتورة في مقدمة بحثها إنها تسعى من خلاله إلى النظر في مميزات القصيدة الموريتانية الحديثة، بغية التعريف بها وسعيا إلى الكشف عن مميزاتها وجمالياتها للقراء، مؤكدة أن «شعرنا المعاصر ما يزال بحاجة إلى تقديمه للمتلقين بطريقة جادة ومقنعة، تبرز خصائصه الفنية وقيمته الإبداعية»
.واستعرضت مباركة البراء في ورقتها البحثية الخصائص الأسلوبية والتخييلية التي ميزت مدونة الشاعر، و أبرز الفنيات التي وظف في بناء القصيدة.
ثاني المحاضرين في الندوة كان الدكتور الشيخ أحمد ولد البان، حيث تناول موضوع رسالة الشعر ومهمة الشاعر في ديوان: الرحيل وتليه الفصوص للراحل محمد بن عبدي رحمه الله (مقاربة على رأي تودوروف).
يتحدث الدكتور في البحث عن دور الكلمة/القصيدة في نصوص محمد ولد عبدي، ويلحظ القارئ – يقول الدكتور- غزارة المعجم المرتبط به (الحرف-الكلمة-النص-التأويل-المحبرة إلخ) في دواوينه، مخمنا أنها المدخل الرئيس لفهم كتاباته كلها، باعتباره الأديب “المؤمن بقوة الكلمة/الثقافة الحية التي تهدم وتبني، تزيل وتؤسس، حتى ليخيل إلي أنه يحسبها أعتى من زبر الحديد.
ويتساءل د. ولد البان في معرض تحليله لنصوص الشاعر عن إلحاحه على ترسيخ معنى نفوذ الكلمة ، أهي شهوة المثقف المغترب للقول أم أنها الأثر الذي بقي من زمن الحلم ب «ـالوطن المخبأ في المخدة».
وتناولت محاضرة للدكتور محمد محفوظ موضوع “حديث النخيل”: حوار الخيل والشعر والصحراء قراءة سيميائية في ديوان محمد كابر هاشم، معتبرا إياه “تجربة شعرية موغلة في التراث والحداثة معا، تجربة أرادت لنفسها التموقع بين مد المعاصرة وجزر الأصالة، وقد مارس الشاعر فيها حضور الذات العربية في سياق ثقافي وحضاري متوتر”، مضيفا أن الشاعر كان واعيا في ديوانه بحيثيات هذا التوتّر فعبّر عنه رمزيا بحوار الشعر الثائر مع الخيول الضائعة في بيداء مقفرة، ليصوغ من ذلك خارطة طريق ويستدعي لها قوارب نجاة بغية الخروج من النفق المظلم».
المحاضرة الرابعة قدمها الدكتور أحمدو ولد آكاه وكانت حول ديوان فاضل أمين نموذجا للقصيدة الموريتانية الحديثة: بنياتها الدلالية والأسلوبية، وقدم الدكتور في ورقته البحثية من خلال ديوان الشاعر فاضل أمين صورة عن ظواهر التجديد والتحديث في بنية القصيدة الموريتانية الحديثة من الناحيتين الدلالية والأسلوبية، معتبرا أن دارسه “سيكون أمام ديوان حداثي في مواضيعه، تقليدي في قالبه؛ مما يتطلب الإلمام بالشعر العربي الحديث والقديم، وبالمنهج البنيوي والأسلوبي تحديدا، لرصد بعض الظواهر الدلالية والأسلوبية في ديوان “الشعر في مواكبة النضال”، وذلك من خلال ذكر نماذج ذات دلالة على الجوانب التصويرية المعتمدة على الخيال الأدبي، واللغوية الماتحة من البنية المعجمية للديوان، وما قد ينجر عن ذلك من شبه ببعض النصوص الأدبية الأخرى، إلى جانب الظواهر الموسيقية الداخلية منها والخارجية على حد سواء».