أجرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) مؤخرا مقابلة تلفزيونية مع الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، حول سبب «النجاح الأمني» الموريتاني في مكافحة «التمرد الإسلامي» في منطقة الساحل الأفريقي.
وقالت القناة « بالكاد يمر أسبوع دون أنباء عن هجوم جهادي في منطقة الساحل، لكن موريتانيا لم تتعرض لهجوم مشابه خلال العقد الماضي» متسائلة عن السبب وراء ذلك؟.
الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني قال إن سبب نجاح المقاربة الأمنية الموريتانية، هو لأن البلاد «بذلت الجهود اللازمة»، مشيرا إلى أنهم أعطوا الأولوية للأمن، كما أن الجيش والأجهزة تحملوا مسؤوليتهم، لافتا إلى أن الأئمة والعلماء تحملوا أيضا مسؤوليتهم من خلال زيادة الوعي ضد الإرهاب.
وقال ولد الغزواني « نحن نهدف إلى إرسال رسائل إلى هؤلاء الإرهابيين مفادها أنه لا ينبغي لهم المجيء إلى هنا وأعتقد أنهم يتفهمون ذلك.»
وأضاف ولد الغزواني «إذا كانت الدول الأخرى تحمل نفس التزام موريتانيا، نفس التصميم على محاربة الإرهاب، أعتقد أنهم سيكونون في وضع أفضل أيضًا».
وقال ولد الغزواني إن دول الجوار لا تنقصهم الإرادة السياسية في محاربة الارهاب، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بشكل أساسي بالالتزام العسكري.
وتابع ولد الغزواني «هؤلاء الإرهابيون، أقل عددا وعتادا، لكنهم مصممين للغاية وعدوانيين جدا، لذا من جانبنا يجب أن نكون على نفس المستوى حتى لا نخسر المعركة».
وسألت المحاورة ولد الغزواني إن كان يعتبر قرار بعض دول الجوار الرد على «التهديد الجهادي بدعوة المرتزقة الروس» حلًا.
فأجاب «إذا قامت أي دولة بتشكيل شراكة فالقرار سيادي وليس للآخرين أن يحكموا»، لافتا إلى «أنه يأمل أن تكون هذه الشراكات فعالة وتحترم حقوق الإنسان».
وأشار ولد الغزواني إلى أن قوات فاغنر الروسية لم تتواصل معه، ولا يفكر في التعاون معها ، لأن وضع موريتانيا لا يشبه أوضاع الدول التي تعاونت معها.
ولكن المحاورة سألت الرئيس «هل كان سيتعاون معهم في حالة كان وضع موريتانيا مشابه لأوضاع تلك البلدان » ليجيب قائلا « لا. نحن دولة ذات سيادة وسنبقى كذلك».
وسألت المحاورة ولد الغزواني عن رأيه في تزايد مشاعر معاداة الفرنسيين في المنطقة، فأجاب « لا نشعر بهذه الطريقة في موريتانيا، بالنسبة لنا فرنسا بلد شقيق».
وقال ولد الغزواني إنه يعتبر أن تدخل فرنسا في مالي ساهم في «إحراز تقدم مهم» في مكافحة الإرهاب.
ص م