لم تكن عملية هروب الإرهابيين من سجنهم في انواكشوط عملية شخصية حاول عبرها الهاربون الانفكاك من أحكام الأعدام ؛ ولم تكن نتيجة تعذيب أو ضغط داخل السجن؛ فسجن ما يسمى السلفيين في العاصمة به من الرفاهية الكثير .
إن العملية برمتها تكشف نشاطا موجها ومنظما للإرهابيين في مالي مسنودا بخلايا دعم وإسناد عنقودية في الداخل الموريتاني ؛ تكاتفت لتحقيق اختراق أمني هدفه التأثير على أمن موريتانيا واستقرارها في عهد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.
أمن أشاد به العالم كله ؛ وكأن العملية الإجرامية كلها هي عمل سياسي مدبر وممول من داخل موريتانيا.
لا يرجح أن القاعدة على مستواها القيادي في شمال مالي هي من اتخذ القرار ؛ ولكن العناوين المتطرفة في مالي كثيرة ؛ وبعضها مرتبط سرا بصورة ما مع نافذين في موريتانيا وغيرها؛ وقد يبيعون خدمتهم لكل من يدفع!
والقرائن التي يمكن ربطها والاستنتاج منها كثيرة
لوكانت قيادة القاعدة في مالي هي من خطط للعملية لكانت أكثر دموية ؛ ولكانت خطة الهرب أشد حبكة وأكثر احتياطا ؛ فعادة تجتهد قيادة الإرهابيين في إتقان عمليات الهروب وتهريب المتختطفين أو الفارين منها.
القاعدة وداعش غارقتان في مستنقع مالي ؛ وليس معقولا أن يستعديا موريتانيا باستهدافها في العمق لإدراك الإرهابيين أن موريتانيا ليست هدفا سهلا ولن تقبل إلا اجتثاث كل تهديد إرهابي يقترب من حدودها.
فمن مول العملية وحرك عناصره من مالي بسيارة الهرب المجهزة بصورة غير كاملة ؟
ومن نسق داخل بلدنا ليسهل هربهم وتأمين مأوى مجهز لهم ؛ ووفر المال ومايلزم لذلك؟
فتشوا عن الراعي الرسمي لعملية الإرهابيين الفاشلة ؛ فقد يكون قريبا جدا في انواكشوط وليس في شمال مالي
لقد كانت العملية بكل تفاصيلها تدل على أن تخطيطها داخلي أكثر مما هو خارجي.
إن اللعبة القذرة الكامنة خلف مايسمى التطرف أشد تعقيدا مما يتصور المدونون والمواقع الباحثة عن سبق يغرقنا في تفاصيل جزئية بلا قيمة.
الحقيقة الماثلة من خلف كل ماجرى هي أن بلدنا على عتبة تحد أمني يفرض رفع أهبة الجيش والأمن ؛ لخوض معركة كاملة وحاسمة مع الإرهاب ومع من يسعى لتوظيفه كأداة سياسية في محاولات التاثير على سمعة بلدنا واستقراره.
الرحمة للشهداء
ولا عزاء للجبناء ولاعزاء للإرهابيين ومن يختبئ خلفهم في جحره العفن
مركز دعم صناعة القرار
الرئيس عبد الله ولدبونا