قالت مصادر إعلامية إنها حصلت على تفاصيل خاصة من مصادر أمنية ورسمية حول عملية هروب أربعة سجناء مدانين في ملفات إرهاب من السجن المركزي في نواكشوط، والتي انتهت ظهر اليوم بمقتل ثلاثة منهم، والقبض على الرابع.
وكشفت هذه المصادر للأخبار تفاصيل أكبر عملية مطاردة في تاريخ السجناء في البلاد، والتي استمرت ستة أيام، وعرفت جل تفاصيلها غموضا كبيرا، زاد منه غياب المعلومات والبيانات الرسمية، وكذا قطع الأنترنت الجوال منذ الساعات الأولى من يوم الاثنين.
خلايا دعم داخلية وخارجية
وأكد المصدر الأمني الذي تحدث لوكالة الأخبار أن العملية كشفت الكثير من التفاصيل، ومنها مشاركة خلايا دعم داخلية وخارجية في عملية الهروب، وذلك من مرحلة التحضير، إلى التنفيذ، إلى التغطية لاحقا.
ورأى المصدر أن المعطيات والمعلومات التي وضعت اللجنة الأمنية يدها عليها أثبتت أن التحضير للعملية بدأ منذ أشهر، حيث وصلت سيارة "تويوتا – هيلكس" من خارج البلاد، وتم ركنها بأحد المنازل في دار النعيم، تحضيرا لعملية الهروب، فيما تم تجهيزها قبل نحو أسبوع، مع التذرع بأنها تجهز للتوجه نحو مناطق التنقيب الأهلي عن الذهب شمال البلاد.
وذكر المصدر أن المحققين وضعوا فرضيات عدة، من بينها أن تكون الثلاجة التي أدخل عبرها مسدسان إلى السجن استخدما في العملية، وتم إخفاؤها داخل هيكلها باحترافية كبيرة، وصلت هي الأخرى من خارج البلاد، فيما لم يذكر المصدر الفرضية التي تم ترجيحها.
وأضاف المصدر، أن السجناء استغلوا ثلاث سيارات خلال اللحظات اللاحقة لعملية الهروب، أولاهما سيارة انتزعوها تحت تهديد السلاح من سائقها أمام جامع بن عباس، وهي من نوع "تويوتا – آفنسيس"، لافتا إلى أنه قد يكون من أهدافها التمويه بعدم وجود أي دعم لهم من خارج السجن.
أما السيارة الثانية، فهي من نوع "مرسديس ألكانص"، وقد أخذتهم إلى السيارة الثالثة التي غادروا نواكشوط على متنها قبل أن تنتهي رحلتهم عند أولى مرتفعات ظهر آدرار اليوم.
وقد عثر الأمن الموريتاني على السيارة الثانية ظهر الاثنين في مقاطعة لكصر بولاية نواكشوط الغربية.
ساعات "مظلمة"
المصادر الأمنية التي تحدثت لوكالة الأخبار وصفت الساعات التي تلت العملية بـ"الساعات المظلمة"، نتيجة غياب أي معلومة يمكن الركون إليها عن السجناء الفارين، وذلك من توقيت تنفيذ عملية الهروب التاسعة من مساء الأحد، وحتى زوال الاثنين.
وأضاف المصدر أن قطع الأنترنت الجوال ضحى الاثنين أدى للجوء بعض خلايا الدعم لاستخدام هواتف الاتصال الخلوية، حيث قاد ذلك أجهزة الأمن إلى توقيفهم لتعثر على معلومات وصفها المصدر بـ"القيمة"، إضافة لتكشف معلومات مهمة عن خلايا دعم وفرت الدعم اللوجستي لعملية الهروب، مردفا أنها الآن بقبضة الأمن، حيث يستكمل التحقيق معها.
وأردف المصدر أن المعلومة الثانية المهمة تم الحصول عليها من أحد السجناء الذين كانوا على علاقة بالسجناء الفارين، وتتعلق بتأكيده أن السجناء الفارين طلبوا منه قبل هروبهم بأيام توصيفا دقيقا للطريق الصحراوي المعروف بـ"طريق الباطن"، وأنه منحهم إحداثياته بدقة، وهو الطريق نفسه الذي سلكه السجناء لاحقا.
وشدد المصدر على أن العملية كشفت وجود خلايا متعددة داخل البلاد وخارجها، وقد تمكن الأمن من الحصول على معلومات تفصيلية عنها.
"عملية نوعية"
وانتهت عملية المطارة اليوم السبت، بإعلان وزارتي الدفاع والداخلية في بيان مشترك عن مقتل ثلاثة من الإرهابيين الفارين، والقبض على الرابع، فيما استشهد الدركي نسق أول المصطفى ولد الخضير ولد عبيد.
ووصفت الوزارتان في بيانهما العملية بأنها "عملية نوعية"، وعرفت "اشتباكا عنيفا"، و"تبادلا كثيفا لإطلاق النار".
وقاد إلى العملية بلاغ من أحد سكان المنطقة رفعه إلى عمدة بلدية المداح عبدي ولد امحيحم، حيث أكد أنه رصد سيارة مشبوهة ومتعطلة جراء انفجار إطارين من إطاراتها، مؤكدا وجود أربعة أشخاص على متنها.
عمدة البلدية أبلغ الدرك بهذه المعلومات، حيث تحركت وحدات منه باتجاه المكان، قبل أن تتبعها تعزيزات من الجيش، مع غطاء جوي.
وقال المصدر إن عملية التعقب ساهمت فيها طائرة استطلاع، مؤكدا أن وجودها أربك السجناء الفارين، ودفع للجوء للمناطق الجبلية، حيث قتل ثلاثة منهم هناك، واستسلم الرابع.
الأخبار