لحظات قليلة بعد تسرب لوائح حزب الإنصاف كانت كافية لزلزال ناسف في كل مقاطعات الولاية.
أطر ومنتخبون ، قبائل وكتل وطوائف وحساسيات أعلنت فور ظهور الأخبار عن الانسحاب فهرعت تكيل الشتائم لحزبها الذي استقبلت رئيسه خلال الأسابيع القريبة بالطبول والزغاريد في مشهد من النشور غير مسبوق.
ثم سارعت اليوم ترميه بمختلف أوصاف المعرات.
يجاهد هذا الحزب الذي يملك رئيس الجمهورية وما تحته من سلطات ومال وجاه ونفوذ من أجل تضميد نزيف مهلك .
وعد وتوعد وهو قادم بما هو أقسى على الخارجين.
هناك يتضح للرأي العام كم هي هشة وضعيفة وخاوية أحزاب السلطة، وكم هي مضرة بالديمقراطية، معطلة للتنمية ، مدمرة للاستقرار واندماج المجتمع.
لا تحكم المتزاحمون في حزب الإنصاف أية مبادئ أو رؤى أو أهداف.
لا يتواضع الناس فيه خلف برامج أو مشاريع. هناك لا قيمة للضمير ،لا مكان للكبرياء.
لذلك غابت قيم الإثار واختفت شيم التضحية وحسنات التعلق بالمصالح العامة وتجاوز الأنا.
يحدث ذلك في ولاية رئيس الجمهورية ومنحدر فريق حكومي كبير. إنها لعمري لمفارقة كبيرة.
كم هو مفضح ما آل إليه وضع هذا الحزب في هذه الولاية الكبيرة .
ما بني على المنافع وثنائية الترغيب والترهيب لا يمكن أن يصمد طويلا ولابد من أن تزف اللحظة التي ينفضح فيها. إنه زبد يذهب جفاء.
الذي يحز في النفس أن المغاضبين لا يمتلكون الشجاعة لسحق الفلول الباقية في الحزب ويجدون أن أحزاب الأغلبية تقربهم من الرئيس وحزبه زلفا.
إنهم لم يدركوا بعد أن بإمكانهم مسح الطاولة وخلق ثورة سريعة ومفاجئة تطيح بالرؤوس التي احتقرتهم وهمشت الشعب، وأفشلت موريتانيا .
لم يفهوا بعد أن الحياة ممكنة دون تملق أو جبن أو كذب أو محاباة، وأنها بذلك تكون أحلى.
الشيخ احمد مودي