نشر موقع nousdiario الإسباني تحقيقا صحفيا أجرته وكالة "أسوشيتد برس" حول قصة غرق قارب انطلق من موريتانيا سنة 2021 يحمل 43 مهاجرا سريا وانتهى به المطاف غريقا في منطقة بالبحر الكاريبي.
وحسب التحقيق الصحفي الذي تتبع رحلة القارب وهويات الضحايا التي كشف عنها بعد تحريات أجريت على بعض المقتنيات (الهواتف وشراح الاتصال) التي عثر عليها مع الجثث، فقد بدأت ملامح الكارثة تتكسف حيثما ظهر قارب يحمل عشرات الجثث على شاطئ في جزيرة توباغو الكاريبية في 28 مايو 2021.
وتوصل التحقيق إلى أن القارب كان قد غادر قبل أربعة أشهر، من ذلك التاريخ من ميناء نواذيبو الموريتاني وعلى متنه 43 مهاجرا إفريقيا من موريتانيا والسنغال ومالي، يحلمون بالوصول إلى أوروبا عبر جزر الكناري.
وفي حوالي الساعة 6:30 صباحا في 28 مايو 2021، وعلى بعد حوالي ثلاثة كيلومترات من شاطئ بيل جاردن، في جزيرة توباغو الكاريبية، ظهر قارب ضيق أبيض وأزرق على غير هدى في الأفق، من مسافة بعيدة.
وعندما اقترب الصيادون، وجدوا جثثا متحللة لأكثر من اثني عشر رجلا ببشرة سوداء لم يكن أحد يعرف من هم، ومن أين أتوا، وما الذي أخذهم إلى هناك، ولماذا كانوا على متن القارب وكيف، أو لماذا، ماتو.
وكشف التحقيق الذي استغرق عامين في ثلاث قارات لغز غرق القارب وهويات بعض الضحايا وذلك بعد إجراء عشرات المقابلات مع الأقارب والسلطات وخبراء الطب الشرعي واختبارات الحمض النووي، عن أن القارب الذي استقله المهاجرون مسجل في موريتانيا ويشبه القوارب المستخدمة في موريتانيا.
ويعود التحقيق الذي أجرته الوكالة إلى ملابسات العثور على القارب ضمن هذه القصة الحزينة حيث تلقى الصياد لانس بيجارت، في 28 مايو 2021، مكالمة تحذير من وجود قارب غريق ليتمكن من سحب القارب بمساعدة صديق إلى شاطئ في توباغو، ليعثروا بداخله على 14 جثة وثلاث جماجم وعظام كبيرة أخرى، ويقوموا بوضع بقايا الجثث في 15 حقيبة.
وعثر في القارب على مقتنيات الضحايا من بينها نقود (1000 فرنك أفريقي غرب أفريقي وبعض اليورو) إضافة مقتنيات أخرى تتضمن ساعات، وهواتف محمولة المتآكلة تحري بطاقات SIM من مالي وموريتانيا.
وخلص التحقيق إلى أن وحدة الجرائم الإلكترونية في توباغو تمكنت من استخراج قائمة اتصال من إحدى بطاقات SIM، وأرسلت الشرطة في ترينيداد وتوباغو الأرقام التي عثر عليها إلى وزارة الخارجية.
وضمت قائمة الاتصال المستخرجة 137 جهة اتصال من الهاتف المحمول لأحد الضحايا حيث اتصل صحفيو وكالة أسوشيتد برس بجميع الأرقام، وسألوا أولئك الذين أجابوا عما إذا كانوا يعرفون شخصا مفقودا ظهر اسمه مرارا يدعى سليمان سوماري، سائق سيارة أجرة من سيليبابي، جنوب موريتانيا، بالقرب من الحدود مع مالي والسنغال.
وسافر بعدها فريق من الوكالة إلى سيليبابي لتتبع القضية حيث تحدث إلى العشرات من العائلات والأصدقاء وتوصل إلى أن المدعو سليمان كان قد اختفى منذ أشهر، إلى جانب العشرات من الشباب الآخرين من المدن القريبة وغادروا مدينة نوديبو ليلة 12 يناير 2021، على متن قارب كان ينقل 43 شخصا إلى جزر الكناري.
وكشف التحقيق عن أن وزارة الخارجية في ترينداد وتوباغو، تواصلت عدة مرات مع حكومة موريتانيا، لكنها لم تتلق ردا منها كما أنه لم يتم الرد على مكالماتها الهاتفية أورسائل البريد الإلكتروني التي تطلب معلومات، ليتم بعدها حفظ الجثث في مشرحة مركز علوم الطب الشرعي في ترينيداد.