شعبي العزيز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخاطبكم ليس للتعبير عما أتجرّعُه من مرارة ظلم غير المصلحين بل إشفاقا على المصلحة العليا للبلد إدراكا مني بأن السِّلم الأهليّ مهدد مِن طرف نظام فاشل فاسد انشغل بشفط المال العام وضَحَّى بالتنمية وعن تأمين المواطنين الأبرياء العزّل وعن التنمية.
إن الأحداث الأخيرة المتسارعة منذ يوم أمس بعد الإعلان عن قتل موقوف لدى الشرطة خرج من المفوضية جثة هامدة، ليدعو إلى الخوف والقلق على مستقبل البلد.
إنّ هذه الأحداث المؤلمة المتكررة لتعني أن حصون البلد مهددة من داخله.
ولا يسعني في هذه الظرفية العصيبة التي يمر بها بلدنا الحبيب إلا إلى المسارعة إلى دعوتكم إلى الهدوء وتفادي الإنزلاق إلى ما يخطط له أعداء الوطن من الانفلات الأمني وانهيار المنظومة الاجتماعية والسلم الأهلي، ولكأنّ النظام الفاسد الجاثم على البلد لا يعنيه غير إذلال الشعب ثم إذلاله ثم تفقيره وتجريد من التفكير في الكرامة والحقوق ولو داخل مفوضيات الشرطة التي أنشأتْ في جميع الدول لأجل بسط الأمن ولتكون ملاذ الخائفين ظالمين ومظلومين على حدٍّ سواء.
أترحّم على الضحية عمر جوب الذي قتل فجر الاثنين ومحمد الامين الذي قتل بالرصاص الحي اليوم الثلاثاء في بوغى وأتعاطف مع أهلهم ألهمهم الله الصبر والسلوان وأدعو الشعب الموريتاني إلى الهدوء مرة أخرى لتلافي تكرار مأساة أحداث بوكي زوال اليوم، فللوطن أبناء غيورون لن يقبلوا أن يسير نحو الهاوية التي يصر عليها النظام الحالي، ولتفويت الفرصة على المتربصين الأنانيين الذين يأبوْن إلا استنساخ تجربة السودان الخطيرة.
عاش الشعب الموريتاني آمنا مطمئنا.
سيدنا عالي ولد محمد خونه، وزير سابق.
انواكشوط، بتاريخ 30 مايو 2023.