لقد تابعنا ونحن في كيفه بعض وقائع مجالس المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم في صفحته الرابعة وذلك في النصف الثاني من شهر يونيو 2023
وقد انتظم المؤتمر في نواكشوط وبرعاية سامية من الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني والإشراف المباشر على افتتاح المؤتمر من المهندس محمد ولد بلال الوزير الأول الموريتاني .
وقد جرت أعمال المؤتمر بقيادة العالم الجليل صاحب المعالي عبد الله بن بيه بهدف إيجاد حل لأزمة السودان الشقيق من خلال ما سيتوصل إليه العلماء الأفارقة المجتمعين في نواكشوط من أفكار نيرة يسندها العلم والنوايا الحسنة .
وبهذه المبادرة القيمة يكون صاحب المعالي عبد الله بن بيه قد أعطى ما يملك من علم ودبلوماسية وسعة أفق من أجل السلام لمن يستحق وهو السودان الشقيق.
ومن يعرف شعب موريتانيا وشعب السودان وما لهما من وشائج القربى ووحدة المذهب وتقدير العلماء وكرم الضيافة ما يجعل السودان جديرا بكل مبادرة خير تصدر من نواكشوط. وأهل السودان من كرمهم أنهم لا يضعون موائد إفطارهم داخل البيوت في شهر رمضان بل على قارعة الطريق ليأخذ المار تمرة أو كسرة خبز أو رشفات حساء أو فنجان شاي أو كأس قهوة وهو عابر سبيل.
وأهل السودان يقدرون عالم اللغة العربية والتفسير محمد الأمين الشنقيطي ويذكرون له غزليات يدلل بها على جواز حذف أداة الاستفهام، ومن ذلك ما قاله النابغة الذبياني:
"بدا لي منها معصم يوم جمرت *** وكف خضيب زينت ببناني"
"فو الله ما أدري وإني لحاسب *** بسبع رميت الجمر أم بثماني"
(يعني أبسبع رميت الجمر ...)
وكنا كلما شاهدنا عبر الإعلام جموع الشباب السودانيين يتطايرون في شوارع الخرطوم في مظاهرات لا أول لها ولا آخر نضع أيدينا على قلوبنا خيفة انزلاق خطير كما حدث الآن. ولا ننسى صورة تلك الفتاة السودانية التي ترتدي ملحفتها الفضفاضة وهي تضع على عاتقها الأيمن عمودا طويلا وكأنها ذاهبة إلى ساحة حرب لا تليق حقيقة بشعب السودان ولا بشعب موريتانا ولا بشعب أي بلد عربي آخر.........
إن ما نسميه ب"OUT SIDERS" هم الذين، كما نرى يترسمون خطي الديمقراطية الجاهزة في الغرب وحسب قوالب جاهزة يعيشونها خارج السودان.
وبالمناسبة فإننا لا نرى حلا مناسبا أمثل من انتخابات تشريعية ورئاسية متزامنة خلال فترة وجيزة وبإشراف من جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي والخمس الدائمون في مجلس الأمن وجمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر ومنتدى أبو ظبي للسلم برئاسة صاحب المعالي عبد الله بن بيه.....هذا طبعا وقبل ذلك مع عودة السلاح إلي الثكنات وآليات أخر
عفوا إذا كنا قد أطلنا ومعذرة إذا كنا قد قصرنا فالخير أردنا والعلم كل العلم عند الله .
د / إسماعيل إياهي وزير خارجية وسفير سابق