في سنة 1927 بنى المستعمر مدينة تامشكط علي تلة عالية انتقاها بعناية ليرصد من خلالها أي تحرك مناوئ، وتنتصب مدينة تامشكط، وسط رمال ذهبية لا تعرف السكون، منفذها الوحيد إطلالتها الشمالية علي الوادي الذي يعتبر امتدادا لوادي أفله فتغذيه سيول العاگر المعروفة بالماء.
تم اليوم توشيح الدكتور محمدو ولد أحظانا، رئيس اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين سابقاً، بوسام الاستحقاق الوطني بدرجة فارس. وهو توشيح مستحق، بل ربما جاء متأخراً، فالدكتور محمدو مثقف ثري المعارف ومتعدد المواهب؛ فهو فقيه وسيري ولغوي وشاعر (فصيح ولهجي) وقصاص وروائي ومؤرخ ومفكر ورسام..
هو فتى وقامة أدبية من الحجم الكبير عاش في النصف الأول من القرن العشرين كان له وزن أدبي كبير في عصره وكان من عصر ما يسمى آن ذاك با ( المهاجريه ) وهو عصر من الأدباء والبداعة في( لغن الحساني ) تكون في المهجر في السينغال وخاصةً العاصمة الأولى لمورتانيا ( اندر ) ومن ذالك العصر جماعة الشباب البداعة الكبار آن ذاك نذكر منهم لا الحصر - محمد ولد أبن ولد احميدا
في صباح من أيام 1908، تحرك سلك التلغراف لأول مرة بين بوتلميت وسانت لويس، وصلت رسالة إلى باب ولد الشيخ سيديا الموجود يومها في العاصمة الإدارية لموريتانيا، تفيد بأن زوجته رملة بنت الحسن زرقت غلاما.
اشتهرت موريتانيا، ذلك البلد النائي في أقصى الغرب العربي والأفريقي، على الدوام في المخيلة العربية ببلد المليون شاعر، فيما عُرف أهلوها بغزارة العلم وطيب المَحتد، بينما عُرفت أراضيها بأنها صحراء شاسعة لا يكاد يُرى لها آخر، لكنّ قليلا من أبناء الوطن العربي من يعرف أن أرض موريتانيا أنجبت أبطالا أفذاذا دافعوا عن ترابهم وكرامتهم ضد المحتل الفرنسي الذي كان -
هذه مساهمة -بمناسبة عيد الاستقلال الوطني- في إماطة اللثام عن تاريخ هذا القائد الموريتاني العظيم، الذي لم يعطه باحثونا ومؤرخونا ما يستحقه من ذكر وإشادة، رغم جهاده البطولي ضد الاستعمار:
قتله المستعمر بالسم وخطط لنفيه.. مولاي ولد احميادة القائد المجاهد
"إمام العلم بالحرمينْ، وخادمُه بالمشرقين والمغربينْ"، العلامة محمد محمود بن التلاميد، الشنقيطيُّ دارا، التركزيُّ نِجارا، الحرميُّ مُهاجَراً ومزارا، المصريّ الأزهريّ موئلاً وقرارا (1245-1322هـ).. عَلَمٌ سارت بأخباره الركبان، وتفاخرت به الأمم والبلدان.